نحن نعيش بهذا الكوكب المفتوح ....علي مصراعيه بكافة وسائل الاتصال ....وتكنولوجيا المعلومات ....وأهمية بناء الوعي المجتمعي ووقوف جمهور المتلقين على صورة أخر الاحداث والمستجدات .....بما يعزز القدرات الثقافية .....وحرية تداول المعلومات بما يفيد كل انسان ومتخذ قرار .
الاعلام ودوره ومهامه ومسئولياته ذات أهمية كبيرة ....وذات ضرورة قصوي ....لكنه ليس من مهامه ايجاد الحلول للأزمات والمشاكل والصراعات...... سياسية كانت أم اقتصادية أم دينية أم طائفية ....بل يعمل الاعلام من خلال مضمون مسئولياته..... على ايصال الحدث وتحليله .....لكن هذا لا يعني أن هناك من وسائل الاعلام ذات الخلفيات العقائدية والحزبية .....بما يدفع الي تأجيج الصراعات ...وتعزيز الفتن ....والحروب الطائفية ....كما أن هناك من وسائل الاعلام ما يدفع الي الارهاب الاسود ...ويفسح المجال لتغطية جرائمه ....وابراز بطولات جبانة ومدانة..... تحت شعارات السبق الصحفي .....كما تحت شعارات الخلافات السياسية ....والوقوف الي جانب طرف ضد طرف أخر .
هناك من وسائل الاعلام ما لا تمتلك المهنية ....المصداقية ....الصراحة .....الوضوح ....باستمرار عملها على التضليل والخداع ...وحرف مسار الرأي العام الي خانات لا علاقة لها بالأوطان ....ولا علاقة لها بالقوميات الوطنية ومفهوم الدولة ..... بل انها وسائل اعلامية تدفع الي الخراب والدمار ....كما تدفع الي الفتن ....وتأجيج الصراعات ....وحرف الرأي العام ليبقي تحت تأثير الخداع والتضليل ....والانسياق وراء مواقف لا علاقة لها بالدولة الوطنية ....والقومية ....كما ليس لها علاقة بنظام الدولة الحديثة.... ومفهوم المواطنة والوطنية الخالصة .
ربما أن بعض وسائل الاعلام لا تتحمل المسئولية الكاملة ....ازاء ما يجري من مشهد اعلامي ...سياسي ...اقتصادي ...أمني ....علي اعتبار ان هناك جهات أخري ذات تأثير وتوجيه ....وذات تمويل .....لحرف مسارات وسائل الاعلام ...ومضمون رسالتهم ....حتي تبقي الحقيقة غائبة ....وحتي يبقي الجدل سائدا .
هناك قضيتين .....يتوجب الاشارة لهما لتأكيد أن ما قيل بالإعلام منذ سنوات لم يأخذ حيز الاهتمام .... بفعل الة اعلام أكبر ...وجبروت اكثر ضراوة وشراسة .....عندما يكون الاتهام والادانة صادرة عن الرئيس الامريكي جورج بوش ...بتحالفه غير المقدس مع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ...وما صدر مؤخرا في تقرير لجنة التحقيقات التي شكلت منذ العام 2009 بالمملكة المتحدة لبحث وتحديد المسئوليات عن اشتراك بريطانيا بالحرب على العراق .....في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش بالعام 2003 ....وما وصلت اليه لجنة التحقيقات من نتائج حول عدم وجود اسباب مقنعة من وراء هذه الحرب ....وما استند اليه توني بلير من معلومات خاطئة كما جاء بتقرير اللجنة .....أنها تحمل توني بلير كامل المسئولية عن دخول هذه الحرب .... والاشتراك في هذا الغزو .
كتب الكثير ما قبل الغزو الامريكي للعراق ....كما تم تفنيد الكثير من الاكاذيب والافتراءات .....كما تم ابراز الكثير من الخداع والتضليل.... وبيع الاوهام ....واختلاق المخاوف ....كثير من وسائل الاعلام والكتاب من قالوا الكثير حول نوايا امريكا ومصالحها .....كما قيل الكثير حول النوايا الامريكية التي تستهدف المنطقة العربية وأنظمتها .....كما وتستهدف الاستقرار والامن بالمنطقة ....كما وتستهدف خيرات البلاد ...وابار النفط ...في ظل محاولة أمريكا أن تضع أمتنا العربية بخانة الخوف ممن يسمونه أنظمة ديكتاتورية .....غير ديمقراطية ....ليجري العمل اليوم على استبدالها بأنظمة متخلفة ...تحمل رايات سوداء ....ولا تعبر عن الحداثة والديمقراطية المنشودة ....كما لا تعبر عن الانسانية والحضارة ....كما لا تعبر حتي عن تعاليم ديننا الحنيف .....بما يسمي بداعش ...وأخواتها من جماعات ارهابية تكفيرية ....الجميع شاهد أفعالهم وجرائمهم ....وما يجري بالعديد من المناطق العربية وحتي الاوروبية ....من أفعال ارهابية مشينة وجبانة ....لا تعبر عن الانسانية ولا حتي عن الديانات السماوية .
الاعلام بكافة وسائله .....وقد أكد بالكثير من التحليلات أن ما جري بالعراق جريمة بحق العراقيين ...كما أنها مؤامرة بحق العرب ..... كما أنها استهداف لأمن واستقرار المنطقة .....من هنا فان الاعلام كاشف للحقيقة ....ولديه من الرؤية المستقبلية ....ما يمكن صناع القرار من تحديد توجهاتهم ....كما لديه من الوعي والثقافة المنشورة عبر رسائله المتعددة .....ما يعزز وعي المجتمعات ...وادراكها وتعزيز مفاهيمها ....وبناء ثقافتها .
هذا لا يعني أن هناك من بعض وسائل الاعلام من أجرمت بحق شعوبنا ....ومن خدعت الرأي العام ...ومن حاولت اثارة الفوضى ...وتضارب الاخبار بما يحدث حالة من التوهان.... وعدم الادراك لحقيقة ما يجري .....وستثبت الايام كلمات الحق التي قيلت .....كما سيثبت التاريخ.... كل من أجرم بحق الوطن الكبير ...والامة العظيمة ....وبلاد الرافدين .
الكاتب : وفيق زنداح