تتردد معلومات حول احتمال قيام السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بزيارة قريباً الى الاردن،والرسميون ينفون وجود اتصالات حول زيارة لمشعل.
رئيس الوزراء قبل ايام وفي نادي الملك حسين ألمح الى ان الاردن لا يقرر علاقاته على اساس عاطفي،وان كل شيء قابل للتبدل،وهو الكلام الذي تمت ترجمته باعتباره رسالة غزل اردنية باتجاه حماس،في هذا التوقيت بالذات.
وسطاء من حماس وشخصيات معروفة،زارت الاردن مراراً خلال الفترة الماضية،والعلاقة تعرضت الى جفوة كبيرة،بعد قصة الاسلحة،لكنها عادت وتحسنت في مرحلة معينة،الى الدرجة التي لبى فيها الاردن كل طلبات حماس.
كانت الاستجابة مع حماس تشمل كل شيء،قبل عامين تقريباً،من تجديد جوازات السفر،مروراً برفع قوائم الممنوعين من الدخول،والاتصالات الهاتفية في المناسبات كالاعياد،بين مسؤولين وخالد مشعل،وصولا الى التنسيق حول قضايا عدة.
عادت العلاقة وانهارت،بعد حرب غزة،وكانت هناك مآخذ حول استعادة عمان للعلاقة مع حماس،اذ خرج من خرج ليقول ان الاتجاه التصحيحي في العلاقة كان خاطئا،وان الاردن غير قادر على مناوءة واشنطن وتل ابيب انذاك.
من قضية مكتب حماس القديمة الذي تم اغلاقه،الى سجن قيادات الحركة وتسفيرهم،وصولا الى قضية الاسلحة كانت العلاقة عاصفة،وشهدت انقلاباً جذرياً،خلال السنوات الاثني عشر الماضية.
في صحيفة "المنار"المقدسية كلام حول زيارة مرتقبة لوفد من حماس الى الاردن،عما قريب،والصحيفة لم تذكر اسماء اعضاء الوفد ولا توقيت الزيارة،ولا خلفياتها ايضاً.
ليس من مصلحة الاردن معاداة احد سياسياً،اذ ان حركة حماس لها شعبيتها،واي اعتراضات سياسية وفنية عليها،كان يمكن ان ُتحل،وحماس ذاتها واصلت احترام الاردن،على ألسن مسؤوليها،وبكل هذا التقدير لمستشفيات الاردن الميدانية في غزة.
اذا كان هناك وفد سيأتي للاردن،فلا بد لتحسن العلاقة،وتصفية الشوائب فيها،ان يأتي على رأس الوفد خالد مشعل،اذ ليس معقولا ان يقبل الاردن اسماء اخرى،ويبقى عنيداً عند هذا الاسم،على ماعنده من تقدير وحب للاردن،ومكانة ايضاً في ذات حماس.
مشعل لم ينكر ابداً ان الاردن انقذ حياته ذات يوم،من محاولة الاغتيال في عمان،وهو ايضاً دخل الى عمان في عزاء والده الراحل،وبقيت العلاقة بينه وبين عمان كالمدفأة،تمنح الدفء في الشتاء،وُتسبب العرق في الصيف.
اذا كانت العلاقة ستشهد تصحيحاً فعلياً،فلا بد ان يأتي خالد مشعل الى عمان،لطوي صفحة الخلاف بشكل عميق وجذري،وحتى لا نصحو امام مشعل في المرحلة المقبلة،وقد عاد الى الضفة الغربية،وتبوأ موقعا رفيعاً في الدولة الفلسطينية.