{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون}صدق الله العظيم.
شُلَّتْ يد الغدر التي اودت بالأمس بحياة شباب من بلدي الغالي بترابه وسمائه وكينونته وكيانه ؛ إن من يقتل نفسا بريئة مؤمنة، لا ريب انه مجرم حاقد فقد إنسانيته ورمى عرض الحائط النواميس الارضيّة والسماوية، ولا يستحق إلا ان يلاحق ويحاكم علنا وليفقد حريته ويركن وراء القضبان؛ وألاّ نعطه ومن وراءه، فرصة الانغماس في لذة جنونه وجنونهم، بل ليبقى في قفص يوضع امام الأشهاد في ساحة الجامع الحسيني الكبير، تحدق فيه العيون ويلعنه، اللاعنون، في ايام شهر رمضان - الشهر الفضيل.
إننا كأردنيين ننتظر إلقاء القبض قريباً على قتلة ابنائنا من رجال الامن المنتمين للأردن وعشائرالزيود والقعايدة والحياري والحراحشة والعواملة، والكشف عن الجريمة التي افقدت الوطن شبابا بواسل كما افقدت عائلاتهم وعشيرتهم الاوسع في الاردن أبناء غاليين واعدين ينتظرهم الوطن لإعلاء البنيان ومواصلة الصمود امام التحديات.
ليس من فراغ ولا صدفة إختيار المكان والزمان للغدر بأبنائنا الشهداء.
فالموقع قرب مخيم البقعة الذي يحتضن اخوة لنا هجرهم الاحتلال هو المكان الذي ظن الفاعلون أن الاصابع ستوجه اليه لغرس الوقيعة والفتنة، ولم يدركوا حقيقة الإخوة والتآخي التي بنيت بين اهل البقعة والاردنيين جميعاً، وسيقف اهلنا جميعاً موقفاً واحداً موحدا لاعناً القتلة، ومسانداً رجال الأمن للقبض عليهم وجلبهم للعدالة والقصاص. اما الزمان فهو مرور ذكرى الاستقلال والنهضة العربية الكبرى قاصدين إفساد أجوائها متناسين تمسك البلاد والعباد بإنجازات تحققت وأرست لهم ولأرضهم الهوية والشخصية الوطنية ؛ الجريمة هي جريمة والقتلة هم بجميع الاعراف قتلة.
وأبناؤنا شهداء عند ربهم خالدين في جنات النعيم. وهم كوكبة من كواكب الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم للوطن وللعرب، يسهرون على امننا لكي تستدام الحياة ويحافظ على الوطن وتراثه مستداماً عالية جباه أهله، راضين مرضيين.
وان الواجب يبرز الان اكثر من اي فترة مضت، ان يعتبر كل فرد منا نفسه رجل أمن وجنديا سانداً ومساندا رجال الامن الانتظاميين حتى لا ندع للمتربصين بالوطن اي فرصة للغدر بِنَا. حفظ الله الاردن برعايته الصمدانية وحفظ الله سيدنا مليكنا المفدى رمز عزٍّنا وعِزوتُنا