الصيام هو الامساك قال تعالى ((اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا)) هذا بمفهومه العام واللغوي ويندرج تحت ذلك المعنى الشرعي. فاﻻمساك في رمضان مطلوب اما وجوبا ﻻمور مخصوصة واما استحبابا لفضول القول والفعل اشتغالا لما هو أفضل وأحسن . وفي الحديث :
(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة بان يدع طعامه وشرابه )
وكقوله صلى الله عليه وسلم ( فاذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث.وﻻ يفسق.وان سابه أحد أو قاتله فل يقل اني صائم )
ولكي نستفيد الاستفادة القصوى في رمضان يجب ان نتعرف على ذواتنا ونعمل جاهدين على الاستفادة من هذا الشهر الكريم لاصلاح فساد أنفسنا.
اعطي فرصة لنفسك ان تراجع تصرفاتها وسلوكها
واتح لنفسك فرصة أن تعيش الأجواء الروحية من خلال جملة من الأعمال الصالحة والتعبدية ، فاذا كان الموظف يحتاج الى شهر في العام يأخذ فيه راحة مع نفسه فمن باب اولى ان يكون لعباد الله هذا الشهر الكريم يقفون فيه بصدق مع ربهم ومع أنفسهم ولن يتم لهم ذلك حتى يوقفوا كل المظاهر الاستفزازية ،
سواء كانت جنسية او جدال او اي اعمال تبعد هم عن هذه الروح الايمانية، وتهدأ نفوسهم وتصفو من الكدارات للتغير تبعا لذلك وتنسجم مع روح الايمان والعمل الصالح.
واول شيء يمكن ان يساعدك للتحول من الطبع الخسيس الى الطبع النفيس سد أبواب الشيطان الاستفزازية
ووسائل الشيطان الاستفزازية كثيرة نبهنا الله تعالى اليها في القران من ذلك
قوله تعالى: (( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريتهم اﻻ قليلا. قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا . واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان اﻻ غرورا ))62، 63، 64 من سورة اﻻسرى ،
وكقوله تعالى
ُ (( وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ..)) من سورة النساء
اذا في رمضان أغلق ابواب الشيطان واحذر استفزازاته فمن وسائله اﻻستفزازية الصوت - وسميت استفزازية ﻻن القرارات التي يتخذها المستفز تكون غير صائبة - فتأثير الصوت على السمع أكثر من تأثير غيره ويتم بالصوت اشعال الحماس لدى الشباب وتهييج العاطفة ، ومن سائل الشيطان ( الخيل ) والخيل يدل على القوة والزينة معا والتفاخر، وفتنة المال والولد من وسائل الشيطان ومع ان المال والولد هما من نعم الله اﻻ اننا قد نستخدمهما في الشر او نستخدم الظلم والجور من اجلهما فنحولهما الى نقمة .
ومن وسئله ( الاحتناك ) من المحانكة وهي تحفيز الانسان الولوج في الفتنة والنزاع. ولكي نستفيد من رمضان علينا ان نمنع انفسنا ونبعدها عن كل ما يفسد صومنا ويحرمنا اﻻجر الكبير .
امنع نفسك عن الكلام الذي ﻻ خير فيه
ونقول ان الشيطان يحبس في رمضان وذلك ان اغلقنا ابواب الشيطان فلا نتتبع خطواته ، وﻻ تكن بوقا للشيطان وقد يأتي الشيطان في رمضان بصورة متدين حتى بالدعاء على الأعداء بدلا من الدعاء بالرحمة والمغفرة والمحبة .
ومن اجل الاستفادة من رمضان استفادة مثلى جعل الله الصيام متتابعا اياما معدودة حتى تكون الفرصة كافية لتزكية النفس وحتى القضاء جعله عدة لفائدة التتابع على تزكية النفس .
فعدة من ايام اخر ...وان تصوموا خيرا لكم
فالكفارة هي تعويض عن النقص .
لذلك الصيام أفضل لمن قدر عليه في حال السفر او المرض الذي يمكن معه الصوم.
ومن فوائد رمضان فهم القرآن الكريم وهي فائدة عظيمة ﻻ يدركها اﻻ من ذاقها ممن يتدبرون القران في رمضان ويتذوقونه ،
فالعلاقة بين الصيام وفهم القران وطيدة حين تفرغ نفسك للقرآن وتكف عن الكلام الذي ﻻ خير فيه قوﻻ وسماعا وليس فقط الكف عن الكلام الفاحش ﻻن الكلام الفاحش محرم في كل وقت ولكن عن الكلام الذي ﻻ خير فيه ،
يقول سبحانه وتعالى محققا لما نقوله :
(( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .. ))
بينات من الهدى والفرقان
في رمضان وخلال شهر كامل تستطيع ان تتبين أمورا كثيرة مما يمكنك ان تعزز من القيم الإيجابية وتمارسها وتطبقها فتنظر في نفسك لتتعرف عن القيم الايجابية الحية في نفسك وعن القيم التي اماتتها حمى الصراعت والذنوب فتعمل على احيائها ان كانت ايجابية ومفيدة.
وحين تتبين وتنظر في الأمور السيئة التي كنت تقع فيها فتتخلص منها وتبتعد عنها ، وقد انكشفت الأمور امامك بوضوح.
تبتعد عن اﻻخطاء فتصحح ما ينبغي تصحيحه، ومن ناحية أخرى ﻻ تتكبر عن الذين أخطأوا ،ﻻنك كنت مثلهم وقد أدركت أخطائك فلا تتكبر وﻻ تعبد الله على كبر. هذه هي البينات من الهدى والفرقان
البينات من الهدى تحققك أين اخطأت وأين أصبت بينات ، تتوضح لك أمورا كنت تجهلها تمتنع عن ممارسات وأعمال ربما كنت تعتبرها صحيحة فيتين لك انها غير صحيحة، وتبتعد وتمتنع عن الممارسات
التي كنت تتساهل فيها وهي غير مفيدة...فترتقي الى رتبة تقوى أولياء الله ، وهي ان يجعل الله لك فرقانا تعرف به عيوبك وتعرف به دسائس الشيطان فتنتقل مما فيه ريبة وشك الى ما ﻻ ريب فيه وﻻ شك .
يجعل الله لك فى قلبك فرقانا فلا تقبل نفسك اﻻ الصدق والحق وان كانا خفيا ، وﻻ تأبى نفسك اﻻ الكذب والباطل وان كانا مزخرفا بهيا.
فينبغي ان يحرص سالك طريق الله ان يكون له حظا من هذا الفرقان ويتحصل على شيء من هذا القبيل.في هذ الشهر الكريم وقد اتيح لك ذلك في رمضان ..واذا خسرت في رمضان فمتى ستربح .؟؟.
فحينها تشعر وتتيقن هذا الفوز العظيم وهذ المتجر الربيح فيتحقق لك قوله تعالى:
))ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ))
وكيف ﻻ وأعظم ربح فيه هو ليلية القدر التي هي خير من ألف شهر وﻻ يحصل عليها اﻻ المخلصون. وحينها تكبر الله وانت موقن انه ﻻ أحدا بمقدوره ان يعطي ويمنع اﻻ الله وﻻ أحدا يعلم ما بنفسك وبمقدوره اصلاحها ويحب لك صلاحها سوى الله .
فاين الراغبون لهذا الفضل العظيم ؟؟
واين المشمرون لساعد الجد ؟؟
ليست الخيل كلها بكرام
كرم الخيل بكرم الوصول
فان نلت القبول والوصول تترقى الى من يستجيب الله دعائه.
(( واذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعاني فل يستجيب لي وليؤمن بي لعلهم يرشدون ))
وهذا غاية الفوز فأين المستجيبون ؟؟
فتترقى في رمضان الى ان تكون ممن اذا دعا الله أجابه وياله من فوز ويالها من تجارة رابحة
ويعطيك ما سألت وما لم تسأل ان كنت ممن سلم نفسه الى الله. بعدان يغفر.ذنوبك ......
ويكرمك الله في أشياء ﻻ حصر لها
أسأل الله العلي العظيم ان يبلغنا رمضان بسلامة وعافية وان يوفقنا لصيامه وقيامه ايمانا واحتسابا لو جهه الكريم وأن يرزقنا ليلة قدره ويجعلنا في هذا الشهر الكريم حظا موفورا انه سميع مجيب.