أخبار البلد - من حقه أن يعتب على البعض وأيضاً من حقه أن يفخر بكثرة من يسألون عنه فقد زرته مرتين في المستشفى في عمان قبل أن ينقل الى لندن لمواصلة العلاج في ظروف مفاجئة بعد أن تطورت حالته نتيجة مضاعفات في الجهاز الهضمي..
أطباؤه هنا ومعظمهم أصدقاؤه اهتموا به زيادة ولكن الأمر أصبح هكذا حيث لم يقصروا وظلوا يتابعونه..
في لندن سأل عنه الكثيرون من أصدقائه فـ للرجل شبكة علاقات واسعة تأسست من خلال حياة عريضة وغنية عبر أكثر من دور وعمل فقد أمضى الفريق أول عبدالهادي المجالي معظم حياته في الجندية التي دخلها ملازماً مهندساً متخرجاً من بغداد ليرتقي عبر سلمها حتى أصبح رئيساً للأركان برتبة مميزة قبل ان ينتقل إلى نقيض الحياة العسكرية ليعمل سفيراً للمملكة في واشنطن وقد أعطى السفارة دفعة قوية في اعادة التأسيس والبناء والدور..
وحيث أثرى بعمله العلاقات قبل أن ينتقل مديرا للأمن العام وفيه ترك بصمات ما زالت تذكر عن العمل المؤسسي وعن حوسبة الجهاز وإدخال التقنيات الحديثة اليه وخاصة الشروع في انشاء مركز السيطرة الذي استكمل لاحقاً بعد أن وضعت مقدماته في زمن ادارته للأمن العام وقد كان حريصاً على انجاز هذه المرحلة في تحديث جهاز الأمن العام والارتقاء به..
ثم انتقل أبو سهل للعمل المدني من أوسع أبوابه حين استجاب للمرحلة الجديدة بعد اقرار الميثاق الوطني عام 1990 ليؤسس حزباً اسماه (العهد) وبعد ذلك الحزب الوطني الدستوري وقد عمل في الحزبين بالتتالي أميناً عاماً ثم قام بدمج حزبه مع مجموعة أحزاب شكلت الحزب الوطني الدستوري الذي تشكل من (9) أحزاب وسطية اختارت الراحل عاكف الفايز رئيساً فخرياً..وبعد ذلك دخل عبد الهادي المجالي الى مجالس النواب لياخذ رئاسة المجلس لعدة برلمانات متعاقبة وفي عدة دورات سجل فيها رقماً قياسياً على طول خدمته في هذا الموقع..
وخلال فترة عمله ظل دائماً يحظى بمواقع عربية وحتى دولية عبر التشكيلات البرلمانية والمجالس التمثيلية والاتحادات والهيئات على المستوى العربي والدولي كافة..
ظل عبد الهادي المجالي رجلاً خلافياً ولكنه كان صاحب شخصية كرزماتية جاذبة ومقنعة ولذا انقسم عليه من أيدوا رأياً فيه ولكن من يعرفه عن قرب يعرف بساطته وطيبة معشره..
كان دائماً في موقع الموالاة فقد ظل يحمل الاحساس بكونه جندياً له قائد لا يخرج على طاعته ولذلك اذ لم يكن يستطيع ان يمارس المناورة التي ظل يمارسها الكثيرون ممن يكونون في الموقع على صورة وفي المعارضة على صورة أخرى ويحملون أكثر من لون..
يفقده اليوم كثير من أصدقائه سواء اتفقوا معه او اختلفوا فقد ظل للرجل مكانته ودوره ورأيه الذي كان معلناً..
لقد كانت فترات عمله في البرلمان قد أحدثت توازنات قوية حين كان يتقن سياسة الاحتواء وقدرته أنه «يمون» على العديد من زملائه!!
نفتقده اليوم بيننا وننتظر عودته بالدعاء له بالشفاء العاجل فقد كان أبو سهل علماً لم يطو طوال فترات عطائه الطوال!!!