أخبار البلد - فنون الفساد المالي يبدأ بكيفية إحتساب قيمة العطاء لأي مشروع ..ففي دول العالم الثالث هناك معادلة خاصه لإحتساب قيمة العطاء كي تتم السرقه بكل شرف وأمانه ويخرج اللاعبون من ملعب العطاء بكل احترام ..لا فساد ولا مفسدين .طلب وزير الاشغال العامة الصومالي من المهندس الخبير والأمين إحتساب كلفة إنشاء طريق باربعة مسارب من وسط العاصمة مقديشو الى المطار الدولي .فقام المهندس الأمين بالاطلاع الميداني على الطريق وبعد شهر حدّد بالفلس تكلفة الطريق بأربعة مسارب وقال للوزير تكلفة الطريق 8 ملايين اي 2 مليون لكل مسرب .وجّه الوزير للمهندس الأمين كتاب شكر ..فرح المهندس بكتاب الشكر وسأل الوزير هل اعلن عن العطاء .قال الوزير : مسؤوليتي أنا سأعلن عن العطاء فيما بعد .
وفي اجتماع سري لكبار المسؤولين في أحدى صالات نادي سباحه قال وزير الاشغال العامة : أيها الاخوة المسؤولين عندي مشروع عطاء طريق المطار .دوت صيحات وتصفيق حاد من الحضور .."هيه اجانا الفرج " وقال الوزير :القيمة الحقيقيه للعطاء 8مليون ..من له حاجه يطلبها الأن قبل ان نعلن عن قيمة العطاء النهائيه ..جاء مسؤول ذو كرش مترهل وقال للوزير: انا بحاجه الى 3 ملايين المدام بدها تروح رحلة الى فرنسا تتسوق .قال الوزير: حاضر يا سيدي سأسجل لك المبلغ .وجاء مسؤول آخر وقال : انا بحاجه 4ملايين حاب إبني يشتري قصر .قال الوزير : حاضر سأسجل لك المبلغ وجاء مسؤول آخر وقال: انا بحاجه 5 ملايين حاب ارفع رصيدي في سويسرا .قال الوزير : هذا حقك .
وجاء إبن مسؤول يتَرقوص وقال : انا بحاجه لمليون حاب اشتري أربع سيارات كي أفحّط بها بالشوارع قدام البنات .
قال الوزير : من حقك ان تُفحّط فأنت إبن وزير وجاء مسؤول اخر وقال : انا بحاجه ل 3 ملايين لانه إبنتي حابه تكمل دراستها العليا في امريكيا .
وبعد ذلك ساد الصمت فصاح الوزير وهو يقرع جرس يدوي : قبل ما اعلن قيمة العطاء مين بحاجه للملايين .
لم يطلب منه احد لكنه شاهد عدد كبير من المسؤولين يتساحبون الى الطرف الاخر لبركة السباحه ..فشاهد وزير المياه يعلن عن عطاء جر مياه البحر وسمع اصوت كثيرة تطلب مطالب بالملايين ضحك وزير الاشغال العامه وقال: عيب ان اطلب منه 5ملايين ..سأضع المبلغ في عطاء الطريق .وتم إحتساب قيمة العطاء الحقيقيه مع طلبات الحراميه يساوي 27مليون قيمة العطاء وتم نشر ذلك في الصحف المحليه .
تفاجأ المهندس الأمين حين قرأ الجريده فذهب الى الوزير وقال له معاتباً : كيف أصبح العطاء 27مليون وأنا وضعت تقديراتي له ب 8ملايين .
قال له الوزير : يا إبني هذا مش شغلك لما بُكره تكبر وتصير وزير رايح تعرف كيف اللعبه بتصير .