أخبار البلد - رئيس وزراء بنكهة اقتصادية خاصة
أثبتت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أنها الحكومة التدريبية المصغّرة للرئيس القادم للدّوار الرابع، والتي من خلالها يتم ولادة الرئيس العتيد لحكومتنا الرشيدة، ولأنها (العقبة) التي تنثر الرّمال بها تخرج لك ذهباﹰ، ولأنها أيضاﹰ تتزاحم فيها المشاريع الاقتصادية الضخمة، والتي من شأنها رفع سوية اقتصادنا الوطني لو أحسن المسئولين فيها صناعة الفرص الاستثمارية، والاقتصادية والترويج للسياحة الداخلية واستقطاب السياحة الخارجية والخليجية، ولكنها أيضاﹰ وقعت ضمن نظرية الركود الاقتصادي والاستثماري بدوافع البيروقراطية والمحسوبية والواسطة والشللية، وغياب بعض الكفاءات والعشوائية بالتعيين، لذا لم تحقق المردود المالي والاقتصادي المؤمل بة لخزينة الدولة.
من هنا دخل دولة (هاني الملقي) الدّوار الرابع من بوابة العقبة الاقتصادية والتي كانت شاهدة على انجازاته بالرغم من قصر المدّة التي منحت له وهو على رأس السلطة، من حيث تحريك المشاريع الاقتصادية الراكدة وإعادة تنظيم المدينة وجلب المزيد من الرحلات السياحية من الدول الأوربية، وإزالة العشوائيات من منطقة العقبة الاقتصادية، وهيكلة المديريات داخل مفوضية العقبة، وإعادة النظر بالتشريعات وغيرها من الإجراءات الحازمة لكل من يحاول أن يعكّر صفو السائح والمواطن معاﹰ في الأماكن السياحية.
لكن ما يخشى منه المواطن أن يتكرر سيناريو دولة الرئيس السابق والذي حرّك العجلة الاقتصادية المحدودة من جيوب المواطنين، ولم يحارب الفاسدين وفق المؤمل به، ولم يسترد فلساﹰ واحداﹰ من أموال التهرب الضريبي، ولم يزيد ديناراﹰ واحداﹰ على معاشات المواطنين المتآكلة بحجة أنه لا يبحث عن الشعبوبية، فكانت النتيجة ازدياد المديونية وقهر نفسي ومعيشي للمواطن.
بالطبع المواطن ليس متفائلاﹰ لا بل يرقب نوايا دولة الرئيس بقلق وهو نفسه من اكتوى بسياسات رؤساء سابقين لم يحققوا شيئاﹰ، لا بل حمّلوا الدولة المزيد من الأعباء نتيجة سياساتهم الاقتصادية البائسة