منذ عقود طويلة .... حاولت من خلاله وسائل الاعلام .... والسياسيين والاحزاب السياسية .... ان تحذر الشعوب ..... خاصة الشعب العربي الفلسطيني ... من خطورة الاستماع وفتح الاذان .... لكل ما يمكن قوله من الاعداء والمستعمرين .... وما يتم محاولة بثه ونشره .... واشاعته ضمن حرب الشائعات ..... والحرب النفسية التي يقومون بشنها ... لضرب مقومات صمودنا واهتزاز ثقتنا بانفسنا ..... واضعاف معنوياتنا .... ومحاولة اشعارنا اننا بدائرة العجز والضعف .... وقلة الحيلة .... وان طريقنا وفكرنا سيؤدي بنا للهلاك.... وان اهدافنا وسعينا لنيل حريتنا سيكون مصيره الفشل .... وان كافة محاولاتنا عبر كافة المحطات التاريخية والنضالية ..... مجرد شعارات وملهاة ..... وان قياداتنا مشكوك بوطنيتها .... ومواقفها .... وبكل ما تقوله لجماهيرها .... حرب نفسية واعلامية وسياسية .... تستخدم فيها كافة العقول الخبيثة .... والقذرة .... والتي لا تعرف حدودا لها ... في سعيها الدائم للتشكيك .... واثارة الفتن .... واضعاف ايماننا بقيادتنا ..... واهدافنا الوطنية ..... ومؤسساتنا ..... واجهزتنا وحتي فصائلنا .
يحاولون بث سمومهم .... وممارسة الاعيبهم ..... ان قيادتنا وسلطتنا لا زالوا علي التزامهم وتنسيقهم والذي يتربع علي سلم اولوياتهم .... وان كل ما يتعدي ذلك خبز وماء ..... وتسهيلات ممنوحة للبعض من كبار القوم ..... وانها سلطة خادمة للاحتلال .... ولن تكون بموقف المواجهة ....واحداث التغيير في اساس تكوينها والاتفاقية الملزمة لها .
كلمات ومواقف تنعش البعض .... وتزيد من سعادة البعض الاخر.... لكنها ليست الحقيقة بالمنطلق .... باعتبار ان السلطة الوطنية الفلسطينية .... سلطة الجميع .... وجائت بقرار المجلس المركزي الفلسطيني .... والذي جاء تتويجا لاحد قرارات المجلس الوطني بالعام 74 .... وانها قد جاءت تتويجا لاتفاقية سياسية اخذت طابعا دوليا .... تمهيدا لتسوية سياسية شاملة ..... اعاقت اسرائيل تنفيذها خاصة بمرحلتها الثالثة والتي كان يجب ان تنتهي بالعام 99 .... والتي كان يجب ان تؤدي الي قيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 .
تاسيس السلطة الوطنية الفلسطينية لم ياتي عبثا .... ولم يكن منحة من احد ..... وان استمرار وجودها .... وتنامي مؤسساتها واجهزتها .... لم يكن ليستمر ويتطور دون تضحيات شعبنا .... وايمانه انها البداية ..... والطريق الصحيح لبناء الدولة التي نسعي لتحقيقها والوصول اليها مهما غلت التضحيات .... ومهما طال الزمن .
لا يعقل ان يستمر الاعلام الاسرائيلي والسياسيين والحزبين الصهاينة الذين يتناكفون.... ويتصارعون .... ويمارسون المزايدات بينهما .... عن طريق احاديثهم .... وتصريحاتهم ..... وما يمكن ان يسمونه تسريبات صحفية .... بمحاولتهم كسب تاييد جمهورهم ..... ومن الجهة الاخري زعزعة الثقة بالسلطة ومؤسساتها .... وحتي الرئيس .... واطلاق الاتهامات مرة انها سلطة مغذية للارهاب كما يسمونه .... ومرة اخري انها سلطة تسهل للارهابين عملياتهم .... ومرة اخري ولذات السبب والهدف.... انها سلطة تمنع عنهم المزيد من العمليات الارهابية كما يحلو لهم تسميتها .... أي انهم بكافة الاحوال يضعون السلطة واجهزتها امام غضب شعبها ....واساءة سمعتها .... وهم بالتالي يريدون اضعافها.... والتشكيك فيها .... ووضعها بموقف الدفاع عن نفسها ..... سياسة خبيثة .... ماكرة .... لكنها مكشوفة ....وعارية بمجملها عن الصحة بكافة مصادرها ....ووسائلها .... التي تحاول ان ترسل بها .....ولكن للاسف الشديد تتلقفها بعض وسائل الاعلام العربي والفلسطيني وبشغف شديد .... وبانتظار المزيد ...حتي يكون المناخ متاحا وميسرا ..... للمزيد من التشهير والقذف .... من خلال النشر والترويج .... والبث عبر الاذاعات والفضائيات .... والمواقع الالكترونية .... ولا مانع من ان يدخل الخبر الاسرائيلي بمطابخ التبهير .... حتي يزداد الخبر استيعابا ....وحتي يكون الخبر مشهيا .... وحتي يكون المذاق مناسبا ....بما يتوافق والماكولات الشرقية التي اعتدنا عليها ..... والبعض منها يمكن ان يكون مسموما .... لكننا ناكله ....دون ادراك ومعرفة .....ودون احساس بخطورة ما ناكل.
اعرف عدوك ....مقولة قديمة .... ولا زلنا نرددها .... لكننا لا نعمل بها ..... ولا نقدر محاذيرها .... واساليبها ..... وخبثها الطاغي والخفي ..... لا زلنا لا نمتلك ادوات الحذر ... ولا نعمل علي مواجهة ما يخطط ..... ولا نقف مجتمعين لمواجهة الحرب النفسية ... وحرب الاشاعات .... بل يقوم كل منا وكل بحسب مصلحته ... وسياساته .....وبما يخدم مواقفه ..... بالتعامل مع الخبر بحسب وجهة نظره .
مضمون ما يقال اسرائيليا وعبر كافة وسائل الاعلام لاسرائيلي...... يضع السلطة والرئيس .... والاجهزة الامنية في موضع الاتهام والشك ..... وامام فوهة المدفع .... وعلي السنة الخلق وبدائرة الاتهام الدائم .... وبالتالي الاستهداف المستمر ..... ولا يخرج عن الاعلام الاسرائيلي الا ما يفسر .... ان عدونا لا يريد خيرا لنا .... بل يريد المزيد من الخلاف والانقسام بيننا ....بل الاكثر من ذلك يريد ان يفقدنا الثقة بانفسنا وببعضنا البعض .... حتي نضعف انفسنا ...وحتي نهزم من داخلنا.... دون ان يحاربنا عدونا ...ودون ان يطلق رصاصة واحدة علينا .... بل يتركنا ناكل بعضنا البعض.... ونشهر ببعضنا البعض .... وننهش بلحم بعضنا البعض..... حتي نصل لمرحلة الاحباط والياس .... وتصديق كل ما يقال من عدونا .... وكانه الحقيقة .... وتكذيب كل ما يقال منا .
اعرف عدوك ....اصبح اليوم بترديد ما يقول .... وما يعمل علي اشاعته وما يحاول بثه ودسه ..... ولا زال البعض منا بمواقفه التنظيمية .... او لخلافات سياسية ..... يمرر البعض من هذه الشائعات .... وكانها خبر اعلامي .... وتحليل سياسي عن كاتب اسرائيلي مضطلع ويعرف بخفايا الامور ..... او من خلال تسريبات اسرائيلية استخباراتية تحاول زيادة الفجوة ... وتعميقها .... وتوفير مناخ الخلاف الداخلي لاضعافنا .... واضعاف مقومات صمودنا .
اعرف عدوك..... بان اسرائيل واعلامها .... وحتي الة قتلها ....لم تستثني احد ولم ترحم احد منا .... فالجميع منا بدائرة الاستهداف ... رئيس... وسلطة ... وقوي سياسية ..... الجميع تحت طائلة الحرب النفسية واطلاق الاتهامات .... وفبركة الاخبار .... وبالتاكيد لم ننتظر .... ولم نامل... ان ياتي علينا الاعلام الاسرائيلي باخبار مفرحة يمكن ان تعزز صمودنا .... بان السلطة قد انجزت . .. وانها قد حققت المزيد من الانجازات .... وان الرئيس قد اكتسب المزيد من التاييد الدولي .... وانه قد شارك بعضوية المزيد من ا لمؤسسات الدولية .... وان العالم بدا يتغير بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية ..... وان اسرائيل لا زالت تتراجع وتضعف بمواقفها .... كما ان اسرائيل قد فقدت الكثير من مميزاتها الاستراتيجية في ظل المتغيرات الدولية ..... هناك الكثير من الحقائق التي لا يمكن ان تاتي عليها وسائل الاعلام الاسرائيلي ولا حتي الساسة والاحزاب الاسرائيلية.... لكن كل ما يمكن ان يقولونه .....ان الرئيس والسلطة والاجهزة الامنية والفصائل الفلسطينية كلها بسلة واحدة.... وبدائرة استهداف واحد .... وان علي العالم ان يدرك ان اسرائيل تحاربهم ....كما العالم يحارب الارهاب .... في محاولة اسرائيلية فاشلة لالصاق صفة الارهاب بالمقاومة .... وصفة الارهاب بالقيادة التاريخية التي تسعي للسلام العادل والشامل .
الكاتب.. وفيق زنداح