أخبار البلد - في رحلة قصيرة للبحث عن المناسبة الحقيقية لقصة المثل الدارج (خيار وفقوس), ومن خلال الاستخدام الشائع لهذا المثل نجد ان جميع المعاني تصب في اتجاه واحد وهو: ان الخيار ارفع واكبر منزلة من الفقوس فنجد ان من يطلق المثل في الغالب يشير الى ان المشبه بالخيار هو الافضل في كل الحالات, وقد يكون هذا صحيحا اي ان الخيار ارفع منزلة من الفقوس سابقا عندما كان الفقوس يزرع بعلا ويتوفر بكثرة بينما الخيار اقل ويزرع بالري ولا يتوفر لعامة الناس, امّا هذه الايام فان الأمر اصبح عكسيا فقد توفر الخيار بكميات كبيرة واسعار زهيدة وفي متناول الجميع امّا الفقوس اصبح سيد الموقف ويتجاوز سعره عدة اضعاف سعر الخيار.
امّا بعد فأن المتابع للقضية الفلسطينية التي حاول اعداء الأمة العربية بشقيهم (الأعداء الخارجيين وبعض ابناء الأمة) جعلها قضية ثانوية بحجة محاربة الارهاب, يلاحظ عودة ما يسمى الخيار الأردني لحل القضية والعودة الى المربع الأول الذي تريده اسرائيل الدولة المغتصبة (بكسر الصاد) عدد كبير من الشخصيات السياسية وجلهم من الفلسطينيين اصبحوا يتحدثون بصراحة ووضوح عن هذا الخيار والترويج له من خلال حملات اعلامية تنتقد اداء الرئيس عباس وفشل السلطة الفلسطينية في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة, محاولين اقناع الرأي العام الأردني والفلسطيني بحتمية العودة الى الوحدة بين الضفتين.
ما يبعث على القلق هو السكوت الرسمي الاردني عن التصريح حول هذا الخيار رفضا او تأييدا أو نفيا ( مع اننا نحظى بناطق رسمي يجيد فن النفي باستمرار), فماذا وراء هذا السكوت؟؟؟؟؟؟ أرجو ان لا يكون هذا السكوت مقصودا, والاسراع بنفي ورفض هذا الخيار بعد سنوات من العمل في كافة المحافل والمنظمات الدولية والوصول الى شبه اجماع عالمي على قيام الدولة الفلسطينية الشقيقة المستقلة استقلالا تاما, فما هي المصلحة القومية او الوطنية للعودة الى هذه الخزعبلات السياسية؟؟؟؟.
نحن مع السياسة الواضحة التي ينتهجها الملك عبدالله الثاني بن الحسين بأن لا حديث حول هذا الموضوع قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة, ونرجو الاسراع من قبل الحكومة برفض هذه الطروحات جملة وتفصيلا.
وعودة على ذي بدء فكما ان الخيار(كنوع من الخضار) اصبح هو الأدنى والأرخص فان الحديث عن الخيار الأردني في حل القضية الفلسطينية هو (!!!!!!) د. احمد محمد الخلايلة/ جمعية ابناء الأردن للتنمية السياسية