دق طبول التغيير على حكومة عبدالله النسور اصاب الوزراء بالفزع والرعب يرافقها حالة من عدم الاتزان والانفعال خصوصا وهم ينشدون املا بالبقاء اصبح حلما او بات قريبا من الاختفاء .. قرع الطبول دفع الكثير من الوزراء للمسارعة في اجراء اعادة الهيكلة لبعض وزاراتهم او تحضير ملفاتهم الجاهزة تمهيدا للمباشرة في ترجمة الاجندات الخاصة نحو الموظفين ايمانا منهم بان ساعتهم اقتربت ورحيلهم بات مجرد وقت يجب استغلاله واستثماره قبل عض اصابع الندم ولا نعلم لماذا بات الوزراء يهددون ويتوعدون باللجوء الى الهيكلة على الرغم من انهم مضوا سنوات وسنوات بدون اجراء اي شكل من اشكال الهيكلة الضرورية .
الهيكلة كلمة حق يراد بها باطل خصوصا عند البعض ممن هم لديهم اجندات لتصفيةالموظفين من خلال احالتهم على التقاعد او الاستيداع او اطلاق رصاصة الرحمة عليهم بعد الغاء مديرياتهم واداراتهم ودمجها مع اخرى .. الوزراء باتوا حريصين على الاجهاز على الخطة المرسومة باسم الهكلة المزعومة التي ستدمر كيان الادارة للدولة والوزراء خصوصا وانها تطبخ على نار حارقة وبدون طباخ ماهر وبدون معرفة او مرجعية سوى انها تسعى للاطاحة بخصوم الوزير الذي يسعى دوما الى ابعاد كل من يعكر صفوه الى خارج الوزارة او الى مكان غير مناسب في الوزارة والاستعانة بموظفين من عظام الرقبة ليتولوا مهمات مقدسة من قبل معالي الوزير الذي يسعى الى تحليل الوظائف وتحديد المهام والمسؤوليات برؤيته وعلاقاته وهيكلته التي لا تنم الا عن امراض نفسية ادارية بغيضة عنوانها الشللية والمحسوبية والجهوية والاقليمية والمناطقية المستندة للمصالح (الجروبات)..
بعض الوزراء وللاسف بدأ يعد العدة ويستعد لاعلان ساعة الصفر لاتمام ما كان يحلم به او يخطط له على حين غفلة وهنا نسأل ونستفسر ونقول هل استند معالي الوزير في هيكلته المزعومة الى اسس ومعايير وخطط ودراسات ومشاورات مع المختصين ؟!ّ وهل معالي الوزير بصرف النظر عن اسمه او وزارته استند الى الدراسات العلمية ورأي الخبراء لتبرير هيكلته ام انها مجرد رؤية هبطت وتخفي ورائها احلام وكوابيس يسعى معاليه لتحقيقها قبل ان يحزم حقائبه ويعود؟! وهل الدولة الاردنية ستسمح لبعض من هؤلاء ان يعيد عقارب ساعة الادارة العامة الى الوراء بحجة التجريب وكأن الوزرات ميادين تجارب ؟! وهل اصبح الوزير هو سيد نفسه وسيد الاخرين لينفذ رؤيته دون الاستعانة بفريق من المتخصصين والخبراء أصحاب الرؤية الثاقبة .. نعم ان الراي المتفرد والمهيمن بات هو الذي يحكم ويرسم وهو الذي يهدد ويتوعد وهذا الراي للاسف بات مهيمن على الوزرات والمؤسسات التي ستدمر وتهدم وتضيع قبل رحيل معالي الوزير .
وحتى لا نفهم بغير ما هو مفهوم ونتهم باننا ضد التطوير والتحديث فاننا نقول بان اعادة الهياكل التنظيمية للوزارات والمؤسسات ضرورة ولازم والهدف من وراءه سامن ونبيل لان الهيكلة ترشق وترفع سوية الاداء وتستهدف التطوير والبناء وترتقي بالخدمة نحو النماء وترشد استخدام موارد الدولة وتزيدها لتصبح بمثابة الثوب والرداء لكن ما يجري الان او يخطط له الان ليس له علاقة بالهيكلة او ما شابه فهو تصفية حسابات وفتح ملفات وتضحية بالقيادات بحجة تطوير الانجازات ، فاحذروا من الهيكلة القادمة التي يقودها وزراء باتت انيابهم مشرعة ومخالبهم تنتهز الوقت المناسب للاجهاز على الفريسة والضحية المطحونة بمرض الهيكلة .