أخبار البلد - طوبى لهم ، سريةٌ من رجال هذا الوطن الغالي سهروا في الهزيع الاخير من الليل ولا نامت اعين الجبناء ، وسمعوا( الصايح )بنداء الوطن بافئدتهم وهو يقول : من فتيةٌ ؟ فاشرأبت اعناقهم وكأني بهم وقد استبقوا الزمن لامتشاق سلاح الشرف والبطولة وكأني اسمع صدى حدائهم الاردني ... حنّا ذعّار العدى طلاّبةٍ للدين ... والضيم ما يرتضي به الاّ الردي خاله !
طوبى لك يا قائد سريّة الحقّ ... يا فارس الشهباءِ وقد عدت فوق تراب اربد صبحاً مغيرةً على اوكار من بيّتوا النيّة ومكروا مكرهم للنيل من هذا الوطن الغالي وما عرفوا ان في هذا الوطن فتيةٌ ينامون وعيونهم مفتوحةٌ على الثغور .... فتيةٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،ان لا يوتين هذا الوطن من قبلهم ابدا .
لك الله يا راشد ... يا قائد سرية الحق وقد سرت في غياهب الليل لتبقى دروب الاردنيين مضيئةً .... وقد اغارت قبل ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من فجر ذلك اليوم ليبقى وجه هذا الوطن ابيضاً كما عهدناه منذ الازل .
امض راشداً يا راشد وقد اودعت دماءك الزكية تراب هذا الوطن في سهل اربد ،اللون لون دحنون هذا الوطن الغالي احمراٍ قانياً والريح ريح المسك.. امض راشداً يا راشد ولعلك قد ودعت رفاق السلاح في ارض المعركة ... واني لاخالك قد عانقت ذاك التراب الغالي عناق الابن لامه عناق المنتصرين باذن الله .
يا ابها الوطن الغالي ، حقٌّ لك بان تفخر بضباطك وجندك البواسل ، بسراياك والويتك وكتائبك المظفرة وبشهداء سطروا محبة هذا الوطن الغالي بالدم الغالي وبسياج هذا الوطن ودرعه الحصين والسيف الذي ما نبا له حد عند حومة الوغى والرمح الذي لا ينكسر باذن الله .
راشد يا قائد سرية الحق .. لقد خفقت رايتك ورفاقك الابطال تناطح السحاب فوق سهول اربد وتراب غريسا وتلال العالوك تغازل راية فراس فوق جبل عجلون وراية معاذ التي رفرفت فوق نهر الفرات في راسها نارُ اضاءت ظلام الجحور قرب تدمر العرب
لهم تزغرد النشميات .. راشدٌ ومعاذٌ ومن سبقهم على دروب الشهادة موفقٌ وفراس وكل من روى بدمه تراب هذا الوطن الغالي من الجيش الشعب والشعب الجيش
صالح ابراهيم القلاب