وحيث ان وطننا الأردن من ارض الحشد والرباط فهو مستهدف من اعداء العروبة والإسلام في كل زمان ومن إتجاهات عديدة ومقابلة ذلك الإستهداف لا يتأتى إلاّ بوقفة حازمة وبرص صفوف الجبهة الداخلية وبذل الأنفس والأرواح والأموال دون تردد او تلكؤ وعدم الخوف من الموت في سبيل الله وإعتبار الحزن على الأب والأخ والقريب والحبيب الذي يستشهد من أجل تراب الوطن وثراه الطاهر إمتحانا من الخالق لصبرنا وقوّة تحملنا ولنزهوا في داخلنا باننا سببا في تقديم شهيد أو مال او جهد وعلينا ان نحرص دوما على الإنتباه وعدم السماح لأي كان من الخوارج عن الدين أن يعبثوا بعواطفنا او عقول أطفالنا وشبابنا وإغراؤهم بالأفكار السامّة والأموال الحرام واعراض المحصنات رغم ما بنا من جوع وقهر لأن الوطن أغلى من النفس ذاتها فنستطيع ان نصبر على الجوع والفقر والظلم ولكن الوطن لا يستطيع ان يصبر على معتدي آثم أو على سموم التكفيريّين تتسلل الى جبهتنا الداخليّة .
ووضع الله الجنّة تحت اقدام الأمهات لأنه قد تكون إحدى الأمهات أمّا لشهيد او أختا أو بنتا لشهيد وحيث ان الشهيد اكرم بني البشر فمن حق من انجبته ان تكون الجنّة تحت اقدامها ولو مجازيّا وتكريما لها عند الخالق .
والشهادة خارج الوطن وداخله سيّان ودفاعا عن حماه وسيادته وكرامة ابنائه فالشهيد معاذ استعاذ بالله فجرا وصلّى الفجر وذهب ليستشهد على بعد آلاف الكيلومترات والشهيد راشد صلى العشاء وبحث عن الشهادة بقربه فوجدها ترفرف عليه قبل الفجر وكلا منهما كان يملك في قلبه وطنا وحبا وسلاما وعزيمة وإصرارا على محاربة الخارجين عن الدين والقيم والأخلاق العربية الأردنية .
لماذا يهنئ الناس اهل الشهيد لأنه مصداقا لقوله تعالى لا يموت الشهداء وانما ينتقلون من حياة الى حياة اخرى اقرب الى الله يرزقهم الخالق وهم فرحين ومستبشرين بما آتاهم من فضله وهم ذهبوا الى حياتهم الأخرى مستبشرين باننا لاحقين بهم ملبّين دعوة الله للجهاد الحق ضد الخارجين عن كتاب الله عز وجل وتعاليم الرسالة المحمدية.
والشهداء أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر فهم من يصنعون الحريّة والكرامة لشعوبهم وهم من يحافظون على رايات وطنهم عالية ترفرف خفّاقة وهم من يخلقون للإستشهاد معنى وهم من يجعلون للحياة هدفا أسمى.
وأهم ما يميز الشعب الأردني هو توحُّده عند المصاب الجلل ووقوفه صفا واحدا خلف قيادته بلا وجل .
ولكن لكي يرتاح الشهداء في حياتهم الأخرى يجب ان نكون يقظين متأهبين ويجب ان تكون ايدينا على الزناد واعيننا على الوطن بكامل استعدادنا وجاهزيتنا حسب تعليمات اجهزتنا الأمنيّة فالوقت وقت الحذر من أي فكر غريب أو فكرة متطرفة أو اي حركة خارج المألوف أو مكالمة تتحدث يارتياب عن مكان عام معروف فالظرف لا يسمح بأي هفوة أو تطنيش او نسيان والوطن بات اهم من أي قريب او حبيب او شخص فلتان .
وراشد استشهد قبل ان تصل يد الغدر والشر أيّا منّا فاجعلوا من الدم الراشد الزكي الطهور هو السبيل والعنوان فقد روى بدمه ثرى الأردن وسهول حوران وصرخت مكبِّرة له كل قمم الجبال والمدن والبوادي والمخيمات والوديان تقول الله أكبر على كل من طغى وتكبّر وخرج عن كل الأديان .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة وحفظها من كل شر وتغمد الله شهدائها واسكنهم مع النبيِّين والأبرار واسكن راشدا الزيود الجنّة وزاده من نعيمه والغفران .
احمد محمود سعيد
5 ambanr@hotmail.com/ 3/2016