اننا اليوم يجب ان نتنبه ونحفز كل منبهاتنا في مواجهة اصحاب الفكر الخارج عن القانون ، والذين ملاوا سمومهم بفكرهم الخبيث كل مكان ، فهم الاكبر خطورة والاشد خطرا من اصحاب الفكر الجنائي ، لان دائرة ضرر اصحاب الجنايات تقع في حدود ضيقة بينما تتوسع فداحة التكفيريين لتخرب كل العقول وتحيل الجيل الى قنابل موقوتة وخلايا نائمة تنتظر اوامر شياطينها من الانس والجن .
هنا نلفت الى اهمية الانتباه الى ان اجهزتنا الامنية ورجال المخابرات العامة تتاهب على يقظة تامة تقف لهم بالمرصاد وعلى اهبة الاستعداد لردهم عن غيّهم وكفرهم واجرامهم ، وقد اثبت رجال المخابرات العامة اقتدارهم وقدرتهم على حماية امن الوطن والمواطن وفي اختراق ومتابعة وتفكيك خلاياهم وكان دائما لهم الطليعة والدور الاكبر في كشفهم ومحاصرتهم .
وهنا لا بد من التذكير والتحذير ايضا من ان استجابتنا واستجابة مؤسسات الفكر لازالت لا توازي حجم المخاطر التي تواجه الانسانية جمعاء ، لان الفكر التكفيري لازال متجذرا في موروثنا الثقافي ويحتاج الى مستنيري العلم لدحضه وفكفكته من العقول وهو الاهم ، لان تلوث العقل هو ما يشكل الدافع لديهم للحقد على المجتمع والانسانية ليتم تحضير الفرد وغرسه بالتكفير وتسميمه ليتحول الى ضال مجرم منفذ لاعمال ارهابية .
ان فكرة هؤلاء تنطلق من تكفير الدولة المدنية على اعتبار ان الاسلام دين ودولة ، وان النبي جاء سياسيا او رئيسا او ملكا او حاكما او رئيسا لحزب وهو الامر الذي لم يكن بل هي فريتهم الكبرى التي ولجوا منها في تكفير الناس والدولة لإراقة الدماء وتشويه الدين والوصول الى السلطة .
ان الاعمال العسكرية على اهميتها تنفع في مرحلة ان الفاس وقعت في الراس ولا مناص، الا ان المواجهة بالفكر تئد الاجرام قبل تشكله وتحصن الفرد وتكسبه المناعة في مواجهة مخاطر جمّة ,