استوقفتني عريضة وقع عليها عدد لا بأس به من أصحاب السعادة النواب ، يطالبون فيها بمعاقبة الاعلاميون و الصحفيون ، في حال قام اي منهم بكتابة اي حرف أو كلمة بحقهم تحت ذريعة الابتزاز و التأثير السلبي على المستثمرين و الاقتصاد الوطني .
و لعل من المضحك المبكي ، أن من وقع على هذه العريضة و تبناها هم أنفسهم من كانوا يركضون خلف الصحافة و الاعلام لكي يكتبو لهم و عنهم و تبييض صورتهم أمام الناخبين و الرأي العام ، فالاعلام صديقهم عند الكتابة عن حسناتهم و هو عدوهم عند فضح سلبياتهم ، مستغلين بذلك تفعيل العمل بقانون الجرائم الالكترونية الذي يتضمن قدحا أو ذما أو تحقيرا مشمولا بحكم المادتين 42، 45 من قانون المطبوعات و النشر و محاكمة الصحفيين على قانون منع الارهاب و تعديلاته للعام 2006 !!
هل الكتابة عن ما يجري في الوطن الحبيب و كشف الجوانب السلبية لممارسات بعض الأشخاص أو الشركات في نهب و سرقة مقدرات و خيرات الوطن تحت مسمى الاستثمار ، و نبش ملفات الفساد و محاربته ، و سلب المواطن البسيط من أبسط حقوقه في العيش الكريم هي ابتزاز !!؟
هل الكتابة عما كشفته جلسات مجلس النواب أثناء مناقشة الموازنة العامة و ما صدر فيها من الظهور ( لأول مرة ) لبعض النواب بعد سبات عميق دام ثلاث سنوات و تلعثم و تأتئة البعض الآخر في قراءة كلمته ( التي أصلا لم يكتبها و لم يدرك الكثير من محتواها ) ، و كذلك الطريقة التي تم فيها التصويت على الموازنة العامة هي ابتزاز !!؟
هل الكتابة عن ممارسات بعض أصحاب السعادة في لعب دور النائب النشيط و بعد غياب دام ثلاث سنوات ، متمثلا بانشاء مقرات لهم ( تحت ذريعة ) حل مشاكل الناس أو مساعدتهم ، أو باصدار بيانات نارية ( فارغة المضمون ) و للاعلام فقط ، هي ابتزاز !!؟
هل أصبح كتابة كلمة حق في أيامنا هذه و الدفاع عن وطننا و شعبنا ، و عدم التملق هي ابتزاز !!؟
ما هو تعريف الابتزاز في قانون السادة ( المشرعين ) أصحاب السعادة ؟؟؟؟؟