إن الاهتمام بالشباب وتوجيهم التوجيه الصحيح واجبا وطنيا ودينا أيضا , ذلك أن الشباب في كل أمة هم ثروتها وعدة مستقبلها .
ولقد وجدنا في دراستنا لتاريخ الإسلام أن الشباب كان لهم دور حافل وتاريخ مشرق سواء عند قيام دعوة الإسلام، أو عند بناء المدينة والحضارة الإسلامية، لقد كانت دائما الحاجة ملحة إلى الشباب الذي يبني ويشيد بطاقته الفكرية والجسمية ، وستبقى الأمم دائما تعتمد على شبابها لتصنع حاضرها وتاريخها المنشود بالتمييز والإبداع الحقيقي ، وتنظر بأمل إلى مستقبلها , وستبقى سيرة أولئك الرواد من الشباب نبراسا ينير السبيل أمام الأجيال اللاحقة من شباب هذه الأرض المقدسة .
فلا بد على إيجاد البيئة المناسبة للشباب وقدرتهم على التكيف السليم مع المجتمع ومتغيراته وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز لغة الحوار الايجابي الذي يستند الى نتائج تسعى الى التغيير , ان تعزيز منظومة العمل التطوعي تساعد في زيادة الحس الوطني والانتماء والتماسك الاجتماعي بكافة فئاته , كما يتيح التطوع الى تنمية المجتمع والتعرف على احتياجات المجتمع مما يسهم في الدعوة الى تبني هذه الاحتياجات وحلها سواء عن طريق الحكومة أو أي جهة أخرى , ونؤكد على أقوال جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بأن من حق الأكثرية قيادة المسيرة وإحداث التغيير المطلوب , و إن دور الشباب يجب أن لا ينحصر داخل الجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى ، وإنما يجب استثمار طاقاتهم ومواهبهم في إحداث التغيير الإيجابي في كل ميادين العمل، والمشاركة في الحياة السياسية التي تمكنهم من المشاركة في صنع القرار لبناء المستقبل الأفضل لهم وللأجيال القادمة ،
لذلك أقول لكم أيها الشباب الرائعين أنتم مدعوون لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار واجتهاد على التغيير في حقول العمل الإنساني والشبابي والمجتمعي ، وتنسحب تلك المسؤولية على مؤسساتنا الأهلية والمدنية بأن تفتح باعها إلى الشرائح الشبابية الواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو الأفضل ، وعلى شبابنا الطموح الذي يحمل همّ العمل الاجتماعي والتطوعي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك العمل، وهذا للوهلة الأولى يعُّد ضمانة حقيقية لسير النشاط وحراكه في واقع المجتمع لسمو بمجتمعاتنا للأفضل ونحو غدا مشرق مليئة بالانجازات الوطنية .
حفظ الله الوطن وشبابه الأوفياء بظل قيادتنا الهاشمية المظفرة