الحرارة الإجتماعيّة

الحرارة الإجتماعيّة
أخبار البلد -  

أكدت دراسة أن "النمو المنتظم لتجمع طيور البطريق يمنحها نبضات للحفاظ على حرارتها أو حتى لفقدها, وهو اللازم لحساب الحد من استهلاك الطاقة، حيث يظهر مفهوم الحرارة الاجتماعية لتغطية ظاهرة ديناميكية تؤدي وظيفة تنظيمية حقيقية في طيور البطريق".
وهذا ما اكتشفه علماء بجامعة ستراسبورغ في فرنسا وهو أنّ التجمعات التي تشكلها البطارق، خلال هبوب العواصف الثلجية في القطب الشمالي لتدفئتها، حيث تعمل على تنظيم درجات حرارتها بطريقة أكثر تعقيدًا، لدرجة أن بعض البطارق تنشق عن تلك الحلقة لتبريد أجسامها, كما ان بعض طيور البطريق تعاني من ارتفاع شديد في درجة حرارة أجسامها نتيجة التقارب الشديد بينها، ما يضطرها لأكل الثلج حتى تبرد أجسادها, ووجد الباحثون أيضاً أنه مع انخفاض درجات الحرارة، تتجمع الطيور بإحكام، حيث يتقوقع كل 10 طيور بطريق في مساحة متر مربع واحد، لمساعدة بعضها على البقاء على قيد الحياة في الظروف الباردة جداً والتي تصل خلالها درجة الحرارة الـى اقل من -89 ° مئوية من خلال الحفاظ على الطاقة.
ونحن في بلاد وهبها الله طقسا متنوعا وابعد عنا البطارق وإنجمادات طقسها ولكننا بفضل حكوماتنا في العالم الثالث نتجمد من برد قراراتها وارتفاع اسعار خدماتها فبعض البطارق التي يدللوها باسم الحيتان عندنا يتدفئون برواتبهم الفلكيّة والبعض يتدفئ على موجودات الدولة من اراضي وسيارات وثروات , فكيف نستفيد من البطارق الحقيقية ونظامها الإجتماعي في تدفئة نفسها لدرجة انها لا تطيق الحرارة المكتسبة من بعضها حين يجتمعن البطارق حكاما وافرادا ليولدوا الحرارة الإجتماعية فيما بينها وقد يكون المسؤلات بينهم هن الأكثر قدوة ويقفن على الأطراف حماية لمواطنيهم من البرودة الزائدة .
لا شك ان التآلف الإجتماعي العفوي اثبت مفعوله فيما سمي الربيع العربي إذ تجمع الملايين نتيجة التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتية التي اتاحت لملايين الشباب والصبايا استجابة نداء العقل والقلب معا للتجمع في الساحات والشوارع معبرين عن نقمتهم على من سرق البسمة من على شفاه اخوانهم وامهاتهم واطفالهم ورسموا الدمعة على وجوه ابائهم واجدادهم واستطاعو بالتوحد والتجمع ملتصقين ببعضهم والتعاضد من إسقاط انظمة دكتاتوريّة وتغيير انظمة مستبدّة ولولا استغلال دول خارجيّة في انفعالات الشباب العفويّة وحولوا مسارها من حركات شعبية الى مسارات دمرت البلاد وانهكت العباد لكانت النتيجة غير ذلك .
ولكن تلك التجربة الإجتماعيّة اثبتت جدوى التلاحم والتعاضد الإجتماعي وبنفس الطريقة يجب ان يقف ابناء شعوب الدول النامية بحركات سلميّة لتواجه اي قرارات حكوميّة لا تأخذ بعين الإعتبار احوال غالبية الشعب ذووا الأحوال الفقيرة والمسحوقة وهم الفئة الأكبر في المجتمع وهذا بحاجة لثقافة مجتمعيّة عامّة فمثلا مقاطعة المنتجات مرتفعة الأسعار واستبداله بمواد ارخص سعرا او مقاطعة الشركات المحلية او الأجنبيّة التي ترفع اسعارها بقصد الربح الفاحش او التي لا تقف مع قضايا الشعوب المظلومة هي وسائل ذات نتائج منهرة احيانا.
لعل إرتفاع حرارة الإنسان ايّا كان والطفل بشكل خاص يشكل خطورة كبيرة على حياته خوفا من حصول مضاعفات لاحقا , كما ان ارتفاع درجة حرارة الكون نتيجة ظاهرة التغير المناخي والإنحباس الحراري والتي ينشغل العالم في مكافحته والتقليل من اضراره حيث عقد مؤخرا مؤتمرا دوليا في باريس حضره اكثر من مائة زعيم للإتفاق على خطط واضحة ومبرمجة زمنيا وإجبار الدول الكبرى والصناعية لتخفيف الإنبعاثات المولدة من المصانع ووسائط النقل ومكاب النفايات وغيرها والتي تسبّب الحرارة المناخيّة, ولكن الحرارة الإجتماعيّة المولّدة نتيجة تقارب افراد المجتمع واتصاقهم ببعض لتوليد زخما قويّا لتعيش المجتمعات بكرامة وإكتفاء فهي مستحبّة وضروريّة لإيجاد حالة من التآخي والمحبّة والإيثار فيما بينهم ويحاول ان يعطي للحيتان رسالة ان ليس لهم مكان متقدم في المجتمع وذلك حفاظا على موارد البلاد وإمكاناتها وإنجازاتها ومكتسباتها ومحاولة تحقيق التنمية المستدامة لأجيالنا والأجيال القادمة ويزداد الوطن في كل البلاد نموا وزهاء.
ونحن في الأردن نطلب الشيئ البسيط مثل المحافظة على اسعار معقولة للمواد والخدمات التي تحددها الحكومة وكذلك النظر بعين العطف لهيكلة رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين وتجفيف مصادر الفساد إضافة لتقليل الفجوة الكبيرة جدا بين كبار الموظفين وامثالهم في التعليم والخبرة ففرق الراتب بين الوزير ومن هو يحمل نفس المؤهل وله نفس الخبرة الحكومية يصل لعدّة الآف في بلد يشكو قلة الموارد الطبيعية والماليّة والمائيّة وهذا الفارق الكبير يخلق عادات إجتماعية غير حميدة ويخلق ضغوطا امنيّة جمّة كما يُعطي انطباعا ليس جيدا امام الدول والمنظمات المانحة.
ولا شك ان الأردن في ظل الأجواء الإقليمية الملتهبة وموجات اللاجئين التي يستقبلها يوميا يجعله يقف في مواجهة تحديات كبيرة خاصّة في ظل عدم التجاوب الكافي من دول العالم لتساهم في اعباء استقبال وايواء وخدمة اللاجئين السوريِّين الفارين من أزمة قد يكون لكثيرين يدا في استفحالها وإذكاء النار المتأججة فيها .
عاش الأردن عزيزا كريما وحماه الله ارضا وشعبا وقيادة من كل سوء ويسّر له كل اسباب المنعة والقوّة ليواجه التحديات المحيطة به .

شريط الأخبار الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وفيات الإثنين 22 - 12 - 2025 انفجار ڤيب في فم شاب عشريني يُحوّله إلى مأساة صحية خلال ثوانٍ كلاب ضالة تنتهك حرمة مقبرة سحاب الإسلامية… مشاهد صادمة .. صور