استغرب حتى الآن الموقف العربي الرسمي من وزراء الخارجية العرب ومتحفهم الأثير جامعة إيدن المسماة بجامعة الدول العربية وأمينها العام الببغاء عمرو موسى الذي لا يتقن إلا الصوت العالي من أحداث البحرين والثورة الشعبية التي اجتاحتها ومطلبها أبسط حقوق الإنسان وللأسف وجدنا جامعة إيدن تدير ظهرها لمحنة الشعب البحريني الذي يتعرض اليوم لحرب شرسة من حكومته لقمع مطالبه العادلة وللأسف عمل الإعلام الناطق بالعربية على تزييف الحقائق بإلباس تلك الأحداث ثوباً طائفياً وهي ليست كذلك إضافة لتدخل ما يسمى بدرع الجزيرة التي تقودها الرجعية النفطية الكبرى لقمع الثورة الوطنية البحرينية كما قمعت الثورة الوطنية في تلك البلاد ذاتها وكالعادة ألبستها تلك الدويلة ثوباً طائفياً عفناً كأصحابه وقد جاء التدخل الخليجي تحت ما أسموه بالاتفاق بين تلك الدويلات التي تمثل الخليج العربي المحتل بالقواعد الأمريكية ومثل هذا التدخل لم نراه مثلاً عندما اجتاحت القوات العراقية دويلة الكويت عام 1990م وفقط رأيناه تحت المظلة الأمريكية وبحمايتها عندما دمّرت العراق تحت مزاعم تحرير الكويت وقد كان دور تلك الدويلات أشبه بدور المغنيات في معركة بدر التي رافقن قوات قريش للمعركة للترفيه عن أبا جهل الذي أصبح هو اليوم هو الولايات المتحدة الأمريكية وعرب الاعتلال من الحكام .
أليست تدخل درع الجزيرة يعتبر احتلالاً للبحرين خاصة إن تلك الدويلة لم تواجه عدواً خارجياً وإنما واجهت تحركاً شعبياً يطالب بأبسط حقوق الإنسان أي أن القضية داخلية وليست من حق تلك الدويلة الخليجية الكبرى أن تتدخل بالشؤون الداخلية وألا يعتبر احتلالاً وهذا التدخل الذي جاء بإرادة أمريكية يضع علامات استفهام كبرى على استقلال هذا البلد خاصة بعد ما قيل أن هناك حركة تجنيس كبيرة تقوم بها الحكومة البحرينية بهدف تغيير ديموجرافي للسكان وقد تمّ تصوير الأحداث وكأنها طائفية وهذا غير صحيح كما أن من يتجنس بهذه الطريقة يعتبر مرتزقاً يعتبر مرتزقاً وليس مواطناً وبالتالي من حق الشعب البحريني أن يحارب أولئك المرتزقة ومن جاء بهم دفاعاً عن حريته وكرامته .
لقد كانت أحداث البحرين وما تعرض له شعبها العربي الأصيل من قتل وتنكيل من القوات الغازية المسماة بدرع الجزيرة يضع علامة استفهام وتعجب على غياب وسائل الإعلام التي لم نراها في البحرين ولا في سلطنة عمان ولا في أحداث الجزيرة العربية في الوقت الذي صالت وجالت في ليبيا وسوريا واليمن حيث أخذت تصور لنا كل ما حدث في ليبيا بأنه ثورة حتى لو كان تصوراً عمالياً للمطالبة بأبسط حقوق الإنسان .
إن تلك القنوات التي أهملت الثورة البحرينية وهي ثورة حقيقية بكل المقاييس لهي محطات كاذبة موجهة حسب التعليمات الصهيوأمريكية ومصالحها بعد أن سبق وأن أدخلت لنا تلك المحطات الصهاينة لكل بيت عربي تحت مزاعم حرية الرأي وهذه الحرية المزعومة لم نراها في ثورة البحرين واحتلاله من قبل ما يسمى بقوات درع الجزيرة التي جاءت للتدخل السافر في قضية وطنية داخلية كما لم نرى تلك المحطات في أحداث سلطنة عمان والجزيرة العربية ولم نراها تغطي الهبات الشعبية في تلك الدويلات المحتلة ضد القواعد الأمريكية التي أصبح في كل بلد خليجي دولة داخل الدولة .
نعم لقد تراجعت الثورة في دول الخليج العربي بحكم القبضة الأمنية المدعومة صهيوأمريكية بالقواعد المتواجدة في تلك الدويلات ولكن ماذا بعد انتهاء الأحداث في المنطقة وما هو الدور الذي ستقوم به تلك الدويلات غير دعم الاقتصاد الصهيوني ، يكفي أن نذكر إن أقوى علاقة أقتصادية للكيان الصهيوني حتى على مستوى العالم هي مع دول الخليج وأكثرها للأسف دولتي الإمارات العربية وقطر رغم عدم وجود سفارات للتمثيل في تلك الدويلات ولتلميع صورة تلك الدويلات الهامشية مهما علا صوتها بالمحطات الناطقة بالعربية التي تريد دوراً أكبر منها .
ثورات الخليج العربي التي تمّ وأدها إعلامياً قبل حسمها عسكرياً عرّت تلك الدويلات وإعلامها من كل ما تتشدق به ، هذا الإعلام الذي طالما انخدع به الكثير من أبناء هذه الأمة وأثبت إنه مجرد صورة مشوه لمحطة الـ(BBC) البريطانية وصوت أمريكا وقناة الحرة الأمريكية وإن هذه المحطات المعادية للأسف قد أصبحت أكثر موضوعية من الإعلام المموّل من الذهب الأسود ونتسائل هل بقي من يصدق هذا الإعلام الموجه الذي يخلط ما بين الثورة والفوضى لأهداف خبيثة معروفة ، لقد انكشف المستور ولا عزاءاً للصامتين .