وقبل أيام قليلة ليست بالطويلة تراشق الزرقاويون نثرا وشعرا في الحديث عن وجوه المحافظة ونخبها وكان حوارها وجدالها حول لقاء جلالة الملك مؤخرا مع أبناء محافظة الزرقاء في الديوان الملكي ، فبين حالة من الرضى عند شخوص بعينها لتمثيل وجههم في اللقاء سجل الطرف الأخر عتبه وغضبه لتغييب وجههم عن اللقاء فضاع هدف اللقاء ومضمون اللقاء ليغدو الحديث عن كيف وأين ولماذا أنتقي فلان ولم ينتقى فلان للذهاب الى اللقاء .
على كل حال ومن وجهة نظري أعتقد بأن الطرفين هم على حق و الى حد كبير والسبب يعود الى تزاحم كل وجه أو زعيم من كل جهة كانت لإثبات حضوره في المدينة فالزرقاء مدينة كبيرة وقضاياها كثيرة وما تدار به محافظة صغيرة مثل جرش لا يمكن على الإطلاق ان تدار به مدينة بحجم الزرقاء وبمكون الزرقاء الإجتماعي وخليطها المتنوع من الناحية السكانية والجغرافية ، وفي هذا التنوع المترامي الأطراف قد يصبح أكثر من ثلثي أبناء المدينة نخب ووجوه ! فطالما أن الوجه أو النخبوي همه وشغله الشاغل خدمة مدينته ومنطقته وحيه الذي يقطن فيه فهو وجه ، ولكن على ما يبدو أن النخبة أضحت في نظر الكثيرين غير ما أشرنا اليه سابقا ً .
ما عصفت به المدينة من حوار حول النخب والوجوه في الفترة الأخيرة يعد أمرا إيجابيا أكثر من كونه حدثا سلبيا يعكر صفو مسؤوليها فالدلالة على ما حدث مؤشر واضح بان من يسعى للعمل العام كثر وبغض النظر عن اهدافهم التي يسعون اليها فالحكم هنا على ظاهر الأمر والمقاعد الرسمية محدودة في جميع الأحوال ، ومن هنا فيجب إستثمار هذه الحالة لخدمة المدينة وتطورها لا أن تبقى القضية للتراشق وبث الإتهامات بين مكونات الزرقاء ،
ففي الوقت الذي هلل ورحب به البعض بألية انتقاء وأختيار الوجوه الممثلة لأبناء المدينة في لقاء الملك لا أعتقد أنه من حق أحد أن يتهم من شعر بالتهميش والإستثناء من دعوته للقاء بأنه غير محق ولا يستحق أن يكون جزءا من اللقاء ، بل على العكس تماما فقد كان حري بالجميع وعلى رأسهم من نسق وترب قائمة الوجوه والأعيان أن يبادر الى توضيح آلية الإنتقاء وإعطاء أي مسوغ هادئ بغرض إغلاق الطريق على كل من أراد أن يسوق الأمر بطريقة إستعراضية لخدمة مشروعه ، وفي كثير من الأحوال فالعقم النخبوي لم يكن أبدا في نوعية النخب بقدر ما كان للبطانة التي حول النخبة أثرا سلبيا على تشويه صورة النخب .... ونقطة
والله ولي التوفيق للجميع ....