أخبار البلد -
حروب الماضي وخاصة العالمية منها كانت شراراتها قد بدأت من الغرب , فالحرب العالمية الاولى والثانية هي دليل واضح على ذلك... حيث اعتمدت بمسبباتها على ذرائع واسباب ولدت هناك باوروبا والغرب على العموم ..الا ان المتابعين والمحللين لمستجدات السياسات الامريكية والاوروبية بمنطقة الشرق الاوسط والشرق بشكل عام.. يلاحظ ان تلك السياسات صنعت احتقانات اصبحت بحكم المزمنة واصبحت حلولها مستعصية وتكاد ان تدخل بحكم المستحيلات ..فمنذ اكثر من عقدين من الزمان ودلائل التازم الحاد بعلاقات الدول يزداد حدة وخاصة تلك العلاقات التي انتجتها الاطماع الاقتصادية من ناحية وعلى مستوى العالم أوالتي اثارتها السياسات الطائفية من ناحية اخرى وخاصة بمنطقة الشرق الاوسط, فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وولادة القطب الواحد فيما بعد اصبحت ساحة الحرب الاقتصادية محصورة بمنطقة الشرق العربي ودول شمال افريقيا وجنوب شرق اسيا , الا ان ساحة الصراع تلك خلقت مايسمى بالتحالفات الحديدية والاحلاف العسكرية فحلف شمال الاطلسي الذي اصبح يتمدد باوروبا شرقا حتى شارف على الحدود الروسية واصبحت ادواته حاضرة بوسط منطقة شرق البحر المتوسط لهو دليل واضح على رغبة الغرب وامريكا باخضاع دول تلك المنطقة من تركيا حتى حدود الصين الغربية والجنوبية لما يسمى بهيمنة الغرب وامريكا .., الا ان وجود الصين كدولة كبيرة ذات امكانات هائلة في الاقتصاد والتقنية المتزايدة وكذلك روسيا الاتحادية التي مازالت بحكم قوتها النووية دولة عظمى خلق نوعا جديدا من التحالفات المضادة حيث ازداد تنافس الطرفين الروسي الصيني والغربي الامريكي على احتواء مايمكن احتواءه من القوى المتنامية الاخرى كالهند وباكستان وكوريا الجنوبية من ناحية وكذلك كوريا الشمالية وايران من ناحية الحلف الروسي الصيني , اذا اصبحت ملامح التنافس واضحة جدا على طبيعة السياسة المتخذة بمنطة الشرق الاوسط حيث اصبح تنافسا محموما على الاسترتيجات العسكرية من ناحية وعلى السيطرة على مقدرات الشرق الاوسط الاقتصادية من ناحية اخرى .., فاصبحت امريكا تزيد من قبضتها الحديدية على دول وخيرات المنطقة الاقتصادية من ناحية ومن ناحية اخرى محاواتها المسستمرة بخلق شروخات عميقة بطريق اي تقارب اقليمي بين دول الشرق الاوسط , فامريكا وحليفاتها الدول الغربية تعلم كل العلم ان اقتصاد الشرق هو عصب الحياة للصناعات والاقتصاد الغربي الامريكي ,, لكن التنافس ذاك خلق هاجسا مرعبا لروسيا الاتحادية من ناحية وللصين من ناحية اخرى ..., حيث انه كلما زادت هيمنة الغرب وامريكا على دول وخيرات المنطقة كلما ازداد الخناق الذي يطوق دول الضد الاخرى , فالروس اصبحوا على يقين تام هم والصينيين ان استمرارية عزلهم وتوسيع دائرة ألدول وألتحالفات ألجديدة قرب حدودهم يمهد لحصارهم وتجريدهم مقومات القوه والردع التي سيصبحوا على اثرها فيما بعد دولا لاحول ولاقوة من وجودها ..., اذا اصبح اعادة حلم القطب الاخر بالظهور حقيقة واضحة بدأت من تدخل روسيا في الحرب السورية وكذلك تحالفها مع الصين وكوريا الشمالية وايران وبعض دول الحلف السوفييتي القديم , الا ان شرارة الحرب القادمة ستكون حصريا من خلال دول منطقة الشرق الاوسط حيث مازالت امريكا تمهد لتلك الحرب بكل دقة واتزان , وستكون ساحتها الرئيسية هي نفس المنطقة , فالغرب وامريكا نقلوا جميع الوسائط الممكنة للحروب لهذه المنطقة من قواعد عسكرية كبيرة موزعة بثبات واستراتيجية عميقة ,وكذلك اصبح اعتمادهم على بعض الدول التي تغذي الحس الحربي من خلال التنافس المحموم على السيطرة والاحتلال مثل الكيان الصهيوني في المنطة , فعمدت امريكا والصهيونية على خلق حرب باردة استباقية لاثارة دول منطقة الشرق الاوسط من خلال اثارة الطائفية والنزعات الدينية والتطرف, بحيث تكون تلك الدول بمثابة نقطة البدء لتدخلات عالية المستوى تقوم على اثرها حربا عالمية اخرى وساحتها الرئيسية هي منطقة الشرق الاوسط .., . وللحديث بقية ......