لايختلف المشهد بعيداً عما كانت عليه حال الدول العربية التي كانت ومازالت تقبع تحت ظلم حكوماتها المستبدة لتخرج الجماهير بحنجرة الصوت الواحد وتندد بإسقاط أنظمة أوهمت شعوبها بالحرية وأقنعتهم بحياة كريمة .
فكانت ثورتنا أو ما يسمى "بالربيع العربي" ثورة قادها الشعب بكامل إرادته بقبعات جيفارا وهتافات غاندي . فتناغمت جميع القوى الوطنية وتلاحمت في جسدٍ واحدٍ نحو تغييرٍ يضمن لهم حياة كريمة.
إلى أن وصلت أصواتهم على أعتاب المسجد الأقصى فكان للغضب الشعبي العربي الثائر الوقع الأكبر على القضية الفلسطينية فحلم الحالمون للحظة بأن فلسطين أصبحت أقرب إليهم من حبل الوريد وأن تحرير القدس يدق أبواب الدول العربية .
ولكن لم يعلم حينها ذاك الصوت ولا تلك الحناجر بأن مطالبهم نحو التغيير بأيدي أمريكية تحول دون تحقيقها . فاستطاعت الأيدي الأمريكية قلب السحر على ساحره لتستفيد من الثورات العربية بل وتوظفها من أجل تعزيز الوجود الإسرائيلي في المنطقة .
وبالفعل كان لها ذلك فتحولت المنطقة إلى حرب طائفية لا منطقية همجية فتّت الأمة وقسمت الشعوب , حرب قُتل فيها العديد من الأبرياء وتبقى بذلك الأوراق الفلسطينية مبعثرة بين ملفات الأمم المتحدة ولإسرائيل الإستمرارية بأعمالها الإستطانية الإرهابية دون رادع ..
وبذاك التغيير الذي قادنا إلى دويلات طائفية مشتتة منهكة متعبة فخرج على أعقابها المثقفون والأدباء والعلماء فهنيئاً لدولاً طالبت بإنهاء حكم العسكر وهي مازالت تقبع تحت حكم العسكر وهنيئاً لدول خالية من أهلها تعيش حرب فوضوية طائفية وهنيئاً لدولا طالبت بالديمقراطية ولن تنال حرفاً من حروفها .
إذا كان لهم ماتمنون ولي ما أتمنى
فلا أرضى أرض عربية غير أن الأرض والروح "فلسطين " فالعين ترحل إليها كل يوم أما عروبتي رأيتها معروضة في مزاد الاثاث القديم ولكنني مارأيت العرب !!