أخبار البلد- اكتب اليوم عن بطل من أبطال الأردن لايختلف على بطولاته ورجولته احد أيا كان عدوا أو صديقا ... اكتب عن رجل عاش لخدمة وطنه وأمته دون ان يكون لدية تفكير آخر بأي أمر أخر كما يفكر الآخرين ... ( اسمه رفيع ومرتفع ماهو غابي ... مترفع عن الرذايل والأدناس.... من لابة ترعى الخطر ماتهابي .. أفعالهم ماتنحصي مالها قياس ) ... اكتب عن رجل تمر ذكرى عشر سنوات على رحيله و أخر وصاياه ( دير بالك على الأردن والأردنيين ) تلك الوصية التي وجهها لقائد الوطن أثناء زيارة جلالته للفقيد في مدينة الحسين الطبية .. اكتب عن رجل كان باستطاعته امتلاك كل مايريد والحصول على مايرغب ويريد .. ولكنه صاحب عزة وعنفوان منذ نعومة اظفاره فهو حابس بن ارفيفان الذي ولد في غياهب السجون ... تصوروا هذا الرجل ولد من اول سجينة سياسية في تاريخ الاردن عندما صدر قرار عال من الاستانة بالقاء القبض على أفراد عائلة ألمجالي وإعدام البعض منهم حتى وصل الأمر إلى النسوة فكانت والدته وخالته سجينتا ن في معان التي شهدت ولادته ويعتز أهلها حتى يومنا هذا بهذا الوليد البطل ..اكتب وأنا كلي فخر واعتزاز بهذا البطل الذي سطر بأحرف من نور تاريخ معارك حقيقية انتصر فيها الحق على الباطل وانتصر فيها العنفوان والإقدام على تعداد وعدد السلاح .. تلك المعارك التي مازالت ماثلة تمام الشجعان والصادقين حتى اليوم ولا ينكرها وينكر فضل بطلها إلا الجاحدين والجبناء الذين يرغبون دوما بتزوير التاريخ ومصادرة حق البطولة من البطل الحقيقي إلى أبطال زائفين لم يكن لهم يوما أي موقف سوى التآمر والذل .
هذا هو المشير حابس ألمجالي اول قائد كتيبة أردنية في تاريخ الجيش العربي وأول قائد جيش وأول قائد عام للقوات المسلحة رغم وجود رؤساء أركان قبل ذلك وأول من حمل رتبة مشير وأول حاكم عسكري عام وأول من تحدى الصعاب من اجل الاردن وأصاب في كل مافعل وأول من قال المنية ولا الدنية عندما وصل الموت إلى اقرب نقطة منه ومن أبطال ساروا معه في قتال الأعداء وأول وأخر من أنكر على نفسه ان يكتب عنها شيئا وعن بطولاته وأفعاله من مدد الحبر على الورق ..
الفارس اللي تدرق فيه فرسان.... اللي اعتلى رفاع بنت العبية
هو قايد السربة بروغات الأذهان ....إل صاح صياح وزيعت رعية
حرز الوغى راع الوفى درب الأيمان..... وأقول حابس ابن ارفيفان حليه
نعم هذا هو حابس ابن ارفيفان الذي كتب المجد له خطوطا من ذهب دون ان يطلب ذلك لأنه وكما قال في إحدى جلساته الرجل يجب ان لايتحدث عن نفسه ولكن عليه ان يترك الحكم عليه للآخرين وهذا ماحدث مع أبو شماغ مهدب وصاحب الطلة التي احبها ابناء الوطن وتغنوا به كثيرا لإنسانيته وهيبته وعنفوانه وقدرته على معالجة الأمور بحكمة دراية كيف لا وهو من تربى على يد والد شجاع وحليم وعمومة كلهم أبطال ومنهم من افتدى الوطن بروحه ومنهم من اعدم ومنهم من مات مسموما وهذا دليل ثابت على تاريخ الرجل وعزة نفسه ورجولته ..
اكتب عن رجل حارب وقدم الكثير واستأثر بحب الناس ولم يكن لدية تمييز بين هذا وذاك وكان همه الأول والأخير ( الاردن ) والحفاظ عليه من عاديات الزمان ..
..ياموت أبغى منك الحق ياموت ... وان مامشيت الحق تراك عايل
مؤمن وأعرفك حق على الناس ياموت ..واعرف انك كل النفوس طايل
خذيت اخو خضرة يا أسف ياموت ..خليت دمع العين عالخد سايل
من غابت عيونك ترى الحال مفلوت ..طمعت علينا صاغرات الفلايل
ياموت أنت غلطان غلطان ياموت ليه تأخذ الزينين وتبقي الهزايل
لو ما أنت مرسال من الله ياموت . ياكود أدلك عالنفوس الرذايل.
واخير ا ادعوا الله الرحمة لأبي سطام ولسطام وان يسكنهما فسيح جناته انه هو السميع العليم ..