قد تشتعل النار بشرارة في هشيم، بغير قصد خاصة إذا كان الهشيم يومه قائظ ، وصيفه حار وشمسه في كبد السماء ،فكل الأوصاف تنطبق على وطننا العربي، الظالم للشعوب حكامه ، مستبدي على الشعب حواشيهم المنتفعين، والذين يدورون في فلكهم من دبيكة ومصفقين، وبعض المتفرجين اللامبالين ،بما يدور وماذا يجول من حول الأمة.
فشعوبنا كثير عديدها غثاء، كما وصفها الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه ،ودوما ًتستخدم ضدها الشدة من قبل الحكام والحكومات، بفرض الضرائب، وفتح السجون التي تستقبل المظاليم والمواقيف، من قبل المحاكم التي لا تحكم قضاتها، بشرع الله بل بسلطة السلطان، ويقولون القضاء مستقل وهو غير مستقل، بل مستبد أكثر قضاته ناهيك.
عن جور الحاكم الإداري الذي يسجن حسب الأهواء الشخصية ، ويحبس حرية المواطنين بحجج كاذبة، وقد يحكم على جرم مرتان المذنب ،عن طريق المحاكم النظامية والحاكم الإداري، الذي لا سلطه له سوى الإستقواء، على المواطنين بقوة القانون المطاطي والفضفاض .
وكذالك الحاكم الذي يعيش في العلالي، الذي لا وجه شبه بينه وبين الشعب، الشعب فالذي جرى في وطننا، لم يأتي مجرد صدف عابرة
ولا حوادث نادرة ،ولكن مخطط كان مركون على رفوف البنتاغون.
والقدر حركه من أجل أن يتحرك الظلمة ،من على كراسيهم الذهبية والعاجية، وكانت البداية في تونس ،على يد امرأة عون للظالم عملها ويده القوية، التي تضرب بنواعم ملمسها ،وجه مظلوم في تونس محمد البوعزيزي، الذي ذهب شهيدا ً خالدا ً،ًبفضل امرأة برئتها المحكمة من تهمة وجهت لها .
وكلنا مع التبرئة لأن الكف الذي صفع به البوعزيزي، من قبل صاحبة الأنامل النواعم، بتوع فاديه حمدي شرطية بلدية تونس العاصمة، وصفعتها فتحت أبواب الفرج على الشعوب المقهورة ، في الوطن العربي كله.
فعلاً ً الشعوب مقهورة حينما تجد الأقلية في كل الدول العربية ، تحكم الأكثرية وتستفيد هي من الحاكم وسياسته، الذي ينتهجها بالتفريق بين أفراد المجتمع الواحد المقسمين الى عدة أقسام، بين مخلص وغير مخلص، ومقرب ومبعد وأصيل ودخيل ، ومدعوم ومذموم، ومقبول ومرفوض.
تقوى الله مفقودة لدى كل الحكام ، وسلموا الأمر للظلام، وعاثوا في الأرض فسادا وبعد كف فاديه لبو عزيزي، فاق الظلام من سباتهم وكلهم اتجهوا للتغيير، وبدأوا با لإصلاح الذي قد يوقع ضرر على أصحاب النفوذ، القوي الذي أصبحوا هم ضد الحاكم .
وبالأمس هم ظلام الشعب، الذي يشكل أكثرية في عدد السكان ، وفي كل مكان من وطننا العربي الكبير، الذي إتجه نحو التغيير الحقيقي، وبعض الدول إشترت شعبها بالفلوس، وخنع الشعب وخضع لرغبات الحاكم، الذي تنازل عن إذن الشاه من ثروته .
لتحسين أوضاع الشعب، وخاصة في دول البطر المعاشي ،الذين لا يدرون ماذا يتصرفون بالثروات الطائلة ،التي يتمتع بها الأقلية من الشعب الموالي لطويل العمر شريك الشعب بكل شيء.
شعوب منها رضي بواقع الأمر، الذي أقنع المخططين بأن الشعب الذي يرضى على حاكمه رفع عنه العقاب، وجددت له المدة الخدمية
كحاكم مقبول، لدى شعبه وينال رضاهم ولو بنسبة مرتفعة .
إن الفضل يعود لكلا البطلين البوعزيزي، الذي يمتلك من حطام هذه الدنيا عرباية، يبيع عليها الخضار والفاكهة، وضحى بنفسه من أجل سرعة القدر، المقدر على العابدين وحكمه الطاغوتي، الذي سلط سيوفه على رقاب شعب البوعزيزي .
الذي مات حريقا ً والحريق شهيد، لأنه لم يحرق نفسه من سعة عيش، ووعي كامل بعد الإهانة التي تعرض لها من قبل، رجلة الأمن فاديه حمدي ،التي نالت على براءة المحكمة الإبتدائية في مدينة سيدي ابو زيد.
والبطلة فادية لم تعلم أن البوعزيزي، قد يسبب بتفجير وطن كامل بحراكات لم يتعود عليها، في عهد الطواغيت الذين حكموا وظلموا لمجاميع الشعب، الذي يخنع ويخضع لأزلام حكامه الذين يولون الأمر بالتحكم في رقاب العباد.
ومنهم ليس أهله لأن عدلهم مفقود، وحقدهم موجود وبعيدين عن الرب المعبود ، الذي خلق البشر من نفس واحده، وجعلهم شعوب وقبائل للتعارف والتالف، ليس لتخالف والتناحر، من أجل مصلحة دنيوية ووظيفة معاشية يتحاسد عليها الطماعون ويفقدها المحتاجون .
رحمك الله بو عزيزي لقد تركت أرثا ً ثقيلا على الظلام من حراكات
وعبئا ً كبيرا ً ،على أزلامهم المتظاهرين بالإخلاص، المزيف وقد كانت العينة في تونس بدايتها، ومصر أكدتها، وليبيا مارستها على الواقع، واليمن حذرت من توسيع شقها، والحال كما يقال من المحال وعلى الله الاتكال .
أمره عنه لا محال نافذ ،في كل الأحوال، ولكن هو الذي يسير الأمور نحو سعادة المخلوقات، وفي أدق الأوقات، لك ربي الحمد على كل الأحوال، وأنت الذي تفعل ما تريد ،تعز من تشاء وتذل من تشاء.
بيدك الخير كله وانت أعلم بالحال والأحوال، يا رب الكون المتعال
الذي لا تقبل بظلم للعباد، وأنت ربهم وخالقهم اللهم فرج على عبيدك بالنصر على من عاداك .
Saleem4727@yahoo.com