في الأردن طاقات شبابية خلاقة نعتز ونفتخر بها لأنها ترفع صوت الأردن عاليا، فكم كان شعورنا كأردنيين غيورين على بلدنا أن نفرح لفرح ابنتنا نداء التي حققت هذا الفوز الكبير على منافسين من مختلف ارجاء الوطن العربي في هذا البرنامج العظيم الذي يديره نخبة من كبار الفنانين والفنانات العرب الكبار الذين نعتز بهم، كالفنانة شيرين التي احتضنت ابنتنا نداء ولم تبخل عليها في التدريب والتوجيه والارشاد حتى بلغت هذه الدرجة من التميز والنجاح وكذلك الحال الفنان الكبير كاظم الساهر والفنان عاصي الحلاني والفنان صابر الرباعي وكلهم فنانو الدرجة الأولى عربيا وعالميا. وكان لهم الفضل في اكتشاف المواهب الفنية من كافة بلدان العالم العربي وتقديمها للجمهور
ولا يسعنا الا أن نتقدم بالشكر الجزيل لقناة
.(mbc1)
لمساهمتها الفاعلة في رعاية المواهب الشبابية الخلاقة ولطواقم التدريب والاعداد والتقديم على ما بذلوه من جهد كبير لانجاح هذا البرنامج الرائع.
ان ما حققته نداء ما هو الا ثمرة تعب وجهد ومثابرة مقرونة بالتحدي والانجاز والموهبة التي منحا الله اياها ، والقدرة الفنية العالية لهذه الشابة التي أبهرت بصوتها العذب العالم العربي الذي استمع اليها باحترام واعجاب كيف لا وهي الموهبة الملتزمة تمام الالتزام بلباسها المحتشم الجميل الذي يعكس لهذه الفتاة قيمها العربية الأصيلة، ويعكس صورة ناصعة للفن الأردني المتزن والملتزم الذي نريده لشبابنا وشاباتنا فكانت القدوة والمثل الجميل
واسمحول لي أن أتقدم لكل إنسان تقدم بانتقاد نداء شراره بالسر او بالعلن وأقول ان نداء تشرف كل انسان عربي شريف وانا أتشرف بها وبكل الشباب العرب المبدعين الذين يقودون عالمنا العربي الى التميز والابداع بكافة جوانب المهارات والمعرفة والفنون،
وأقول أيضا... ألم يقل الأسبقون من اعلام الحضارات الراقية وفلاسفتها بأن " الفن والرياضة هما عنوان الحضارة؟! "
نعم أيها الأخوة ان للفن والرياضة دور هام جدا في تطور الشعوب ورقيها وان ما نشهده في أردننا الحبيب خلال الفترة القليلة الماضية من اهمال للجوانب الفنية والرياضية لطلابنا في المدارس وتهميش تدريس وتعليم الطلبة الفن والموسيقى والتربية المهنية وغيرها من المواد التي تصقل شخصية الطلبة ؛ الدور والأثر الكبير في عدم اتزان مخرجاتنا التعليمية من القوى والموارد البشرية وأود أن اقدم هنا بعض الأمثلة من واقعنا التربوي الناقص لإثبات هذه النظرية وسلبيتها علينا
اولا- كلنا لا يستطيع أن ينكر العنف المدرسي والجامعي والمجتمعي في البلدان العربية بشكل عام والاردن بشكل خاص والذي بدأ ينتشر كظاهرة مجتمعية سلبية في مجتمعنا بسبب عدم اتزان شخصية الطلبة واهمال جوانب كثيرة من شخصياتهم وخاصة الجوانب الفنية والرياضية والمهنية التي افقدت الطلبة الكثير من المهارات الحياتية واللياقة البدنية والفكرية والفنية وغيرها من الجوانب التي تعمل على اكتمال شخصية الطلبة واتزانها
ثانيا - تفتقد الكثير من المؤسسات التربوية للمرافق الهامة التي تعمل على تعزيز شخصية الطلبة مثل الصالات الرياضية ومشغل العمل المهني ومرسم الفنون وغرف الموسيقى وآلات العزف والإيقاع والمسارح وغيرها وهي اساسيات تربوية وليست مكملات ترفيهية كما يعتقد الكثيرين للمؤسسات التربوية كالمدارس والمعاهد والجامعات
ثالثا - حتى وان كان هنالك تدريس أو تدريس وهمي لمواد التربية المهنية والفن والموسيقى والرياضة فعلاماتها غير معتمدة نهائيا في احتساب معدلات الطلبة الأمر الذي يعكس مدى اهتمام المؤسسات التعليمية لهذه الجوانب الهامة في بناء شخصية الطلبة وإدراكها لقيمها الإنسانية العالية
وفي الختام أتوجه باللوم الشديد على بعض النواب الذين أدرجوا اسم هذه الفتاه على جدول اعمال مجلس النواب لمحاربتها وإفشال تجربتها الفريدة وأقول لهم كان الأجدر بكم نوابنا الأعزاء البحث عن جوانب العجز في مؤسساتنا في إبراز قصص نجاح أبنائنا في الميادين العلمية والثقافية والفنية المختلفة كمؤسسة الإذاعة والتلفزيون والمؤسسات التربوية ووزارة الثقافة والمجلس الأعلى للشباب والسؤال عن انجازاتهم في إظهار المواهب الشبابية والابداعية للعيان وكيف تعمل على رعاية هؤلاء .... ما أسباب فشل هذه المؤسسات التي يسري الفساد فيها فأفسدها .. وأقول هنا يا نوابنا الأعزاء ... ألم تكن مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وعبر المؤسسة العربية للانتاج التابعة لها في ثمانينات القرن الماضي مؤسسة إشعاع فني على مستوى الوطن العربي؟! الم تقم بانتاج العديد العديد من الأعمال الفنية الرائدة على مستوى الوطن العربي .... ألم تكم قبلة لكل النجوم العرب يتسابقون للقدوم الى عمان للتنافس والانتاج الفني؟! أين ذهب هذا المنجز الحضاري والفني؟! أليس حريا بكم البحث عن أسباب فشل التلفزيون الأردني وتصحيح مساره؟ّ! أليس ذلك أحرى بكم عن إفساد لحظة فرح لمواطنه أردنية شابة متزنة كنداء شرارة؟!
كان الأولى تقديم التهاني والتبريكات ليس لها فحسب بل وللمجتمع الأردني والعربي لأن انجازها مشرف لكل اردني وأردنية محب لوطنه ومجتمعه
وفي النهاية اسمحوا لي أن أتقدم من الفنانة نداء شرارة بالتهنئة والتبريك لما حققته من انجاز فني رائع وانضمامها الى كوكبة الناجحين والمبدعين في مجتمعنا الأردني فهؤلاء النجوم مثل نداء شرارة وديانا كرزون ويوسف عرفات وغيرهم هم ثروة وطنية واجب الاهتمام بها.