أخبار البلد -
قرر مجلس الوزراء الفلسطيني باجتماعه الاخير تشكيل لجنة حكومية لبحث اقتراح فصائلي لحل أزمة معبر رفح ...وجاء في نص البيان أنه يرحب بالاقتراح الذي تقدمت به الفصائل الفلسطينية الي رئيس الوزراء لحل أزمة معبر رفح .... والتي أشارت في اقتراحها الي أن حل قضية المعبر تكمن بالتوافق الوطني الفلسطيني ...وأن يتم فتحه بصورة كاملة من خلال الاتفاق علي ادارته ....و يجب تحييده عن التجاذبات السياسية ...وضرورة تولي حكومة الوفاق الوطني المسئولية عنه .
من هنا قرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء....وعضوية كل من نائبي رئيس الوزراء ....ووزير الشؤون الخارجية ...ووزير المالية والتخطيط ....ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية.... ووكيل وزارة الداخلية ..حتي يقوموا بدراسة الافكار المقترحة ...وبحثها مع كافة الاطراف ...بما يؤدي الي حل جذري لمشكلة معبر رفح ...وفتحه أمام حركة المسافرين والبضائع ...بما يشكل مدخلا لمعالجة كافة القضايا العالقة ..ويخلق أجواء ومناخات ايجابية مناسبة .....لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
انتهي ما جاء بالبيان الحكومي بخصوص اقتراح الفصائل حول معبر رفح ...أي أننا أمام خارطة طريق جديدة عنوانها, ( الاتفاق علي فتح معبر رفح )....خارطة الطريق غير محددة المدة ...وغير معلوم متي سيتم الانتهاء من عمل اللجنة ....كما ليس معلوما حقيقة المواقف للأطراف الداخلية ..وحقيقة الموقف المصري الشقيق ...من مثل هذا الاقتراح.... والذي قلنا وكتبنا عنه انه تعبير عن نوايا حسنة ...ومبادرة صادقة من الفصائل ....كما هو الان بخصوص لجنة الحكومة..... التي نصدق توجهاتها ونواياها ....ومسئولياتها في انهاء أزمة معبر رفح ....والتي تشكل هاجسا وألما شديدا لقطاعات واسعة من شعبنا .
قضايانا ومشاكلنا ...تزداد ولا تنقص ...تزداد بمعاناتها وألمها وتعقيداتها ..... كل يوم هناك الجديد من مساحة الالم ...وهناك المزيد من المشاكل والازمات ....فهل نحن أمام لجان متعددة سيتم تشكليها ...لحل كل أزمة نواجهها ؟؟!!....وهل نحن أمام خارطة طريق أمام كل مشكلة وأزمة نعيشها ؟؟!!....بصراحة شديدة هناك ملفات عديدة لأزمات متفاقمة ....لا نسمع ولا نري أدني محاولة لإيجاد الحلول لها ..... وهنا أخص قطاع الخريجين الجامعيين ...ونسبة البطالة العالية والأعلى من نسبة عدد السكان داخل القطاع في ظل اسر قامت بالإنفاق علي أبنائها وصرف ما لديها من مدخرات من أجل أن تري اليوم التي يتخرج فيها أبناؤها وليعملوا بوظائف توفر لهم الحد الأدنى من مستوي المعيشة والقدرة علي مواصلة طريق حياتهم ...وبناء أسر جديدة .... وأن لا يستمر أبناؤنا وهم بعشرات الالاف يجلسون بالمقاهي وداخل المنازل علي أجهزة الكمبيوتر ليعيشوا عالمهم الافتراضي بخيالهم وأحلامهم ..وما يتمنون أن يجدوا أنفسهم عليه ....أي حال يا وطن وصلنا اليه ؟؟!!!.
بصراحة شديدة ...هناك خطوات رئيسة ...وجادة يجب أن يقوم بها من يمتلكون القرار .... وأن لا نبقي ندور حول أنفسنا ...وأن نتلاعب بكلماتنا .....وأن نؤخر في حل قضايانا وأزماتنا ....وأن يبقي كل منا يحمل المسئولية للأخر.
نحن أول من نتمنى النجاح والتوفيق لهذه اللجنة الحكومية بخصوص أزمة معبر رفح .....كما تمنياتنا الدائمة لنجاح كل جهد يمكن أن يتم لحل مشاكلنا وأزماتنا المتداخلة ...لكن ما نحن متأكدون منه أن أزماتنا تحتاج الي قرار .......وارادة سياسية ...ونوايا طيبة ...ومسئولية عالية ...ومعرفة اكيدة للجميع منا ....أن ما نحن عليه هو الضياع والتهرب من المسئولية التي سينتج عنها تبعات وكوارث خطيرة لا يستطيع أحد منا أن يتحملها ....وأن يقف بمواجهتها ...في ظل ما ننتظر من قرار واضح وصريح ...وللجميع منا ..هل نحن مع انهاء الانقسام ؟؟!!....اذا كنا كذلك فلا مشكلة بمعبر رفح ....ولا مشكلة بكهرباء غزة ...ولا مشكلة بمبلغ الاستقطاعات لرواتب الموظفين....ولا مشكلة بالغاز والمواد البترولية ....والبطالة سيتم الحد منها .....ولا مشكلة بالصحة ومستلزماتها ....ولا مشكلة برواتب من لا يتقاضون رواتب ....اي أن الامور ستسير للأفضل .
ما يجب ادراكه ومعرفته ....أن الزمن ليس لصالحنا ....وأن ما يجري علي واقع الارض من مشروع استيطاني ....يهدد مستقبلنا وحريتنا ودولتنا ....وأن أحوالنا تخدم مشاريع اعدائنا .
ثقتنا دائما كبيرة ....أن يحدث التغيير ..وأن يصلح حالنا ...وأن نغير من ثقافتنا.... ومنهجية فكرنا .....لنعمل معا من أجل وحدة وبناء الوطن .
الكاتب : وفيق زنداح