في الأسبوع الماضي وقف النسور أمام النواب ليقدم عرضا لسياسات الحكومة الاقتصادية، وفي نفس اللحظة وقف الرفاعي على أحد مدرجات الجامعة الأردنية في محاضرة قدم فيها عرضا للواقع الاقتصادي.
النسور: لولا نهج الجباية لخسرنا الاستقرار، الرفاعي: بعد انخفاض أسعار المشتقات النفطية لا يجوز الاستمرار بنهج الجباية. النسور: السياسات الحكومية هي سياسات إصلاحية خفضت الهدر في الإنفاق الجاري. الرفاعي: لا يجوز الاستمرار بالتركيز على "التقشف والجباية"، وكأنهما هدفٌ بحد ذاته. وتنتج عنه حالة من الانكفاء والعجز، وتتفاقم مشكلات البطالة. النسور: حول مايسمى بـ (الجباية) ماهي إلا الحقيقة والتي لولاها لفقد المواطن قدرته الشرائية ولما استمرت المساعدات والقروض الميسرة التي تمول المشاريع.
الرفاعي: سياسة الجباية لم تحقق الأهداف المرجوة، فالدين العام زاد عن الضعف منذ عام 2011 حتى وصل إلى مستويات خطيرة جدا. فالإجراءات التقشفية إن لم تصاحبها إجراءات تحفيزية للاستثمار وبيئة الأعمال ستكون ذات أثر صعب ومرهق للحياة الاقتصادية. فالدول لا تحقق الازدهار بزيادة الضرائب . النسور: إن حجم الإنفاق الرأسمالي للحكومة ارتفع من 675 مليون دينار العام 2012 إلى نحو 1100 مليون دينار العام 2014، وبمعدل يفوق معدل النمو والتضخم للفترة ذاتها. الرفاعي: بتاريخ الأردن الحديث لم نحصل على منح وقروض ميسرة مثل السنوات الثلاث الماضية، ما سمح للحكومة بتحميل معظم النفقات الرأسمالية على المنحة الخليجية. لذلك لا يوجد أي سبب أو مبرر لأن يزيد العجز. النسور: من ينتقدون ارتفاع المديونية يريدون زيادة الحكومة لتحفيز النمو وإنفاقاتها ويريدون كبح جماح المديونية وهذا فيه تناقض. الرفاعي: يجب التركيز على رفد النمو الاقتصادي لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة المتزايدة وارتفاع المديونية ونقص الموارد من خلال إيلاء مزيد من الاهتمام للاستثمار المحلي وجذب الاستثمارات العربيّة والأجنبية.
في بلد لا يوجد بها بترول ولا غاز وحتى ( الحندقوق ) انقطع، وفي بلد ماتزال صوبة (رومو) ومكعبات (الماجي) ومنظف الجلي (جولدن) هي صناعتنا الوحيدة، وفي بلد مايزال فيه فحص البول بحاجة إلى وساطة من أحد النواب، وفي بلد ما نزال نعتبر فيه اللاجئين ثروة قومية والمواطنين هم سبب الدمار والعجز والمديونية، وفي بلد منذ 20 سنة وهي ترتجف خوفا من إقرار قانون انتخاب يأتي فيه النائب ليسأل ويستجوب لا ليتوسل ويستنجد، وفي بلد مازال فيه (اوعدينا تفحصي) أكبر همنا، و( الخطة المليونية للنهوض بطاقات الشباب) مبلغ علمنا، و(صندوق النقد الدولي) إلى النار مصيرنا. في بلد ما تزال فيه مكافحة الفقر (مبادرة)، وفرص العمل فيه (ورقة نقاشية)، وجلب فرص الاستثمار (خلوة فندقية)؛ كل هذا ولكل رئيس فيه سياسته الاصلاحية!
في الدول الغنية والقوية نجد أن لكل رئيس خططه وسياساته، ولكن في نفس الوقت نجدهم يتفقون على عدد كبير من السياسات والخطط طالما الشعب هو الشعب، والإيرادات هي الإيرادات والمعوقات هي المعوقات.
النسور وسياساته وخططه ونظرته المستقبلية بواد، والرفاعي وسياساته وخططه ونظرته المستقبلية بواد، و(ماء) في البلد ما في مش بترول!