ونلتمس ذلك من خلال ماتشهده المنطقة من صراعات وإنقسامات عززت الوجود الصهيوني بدعم وتحريض إعلامي بكافة وسائله سواء كان مرئي أو مسموع أو مقروء وعبر مواقع التواصل الإجتماعي فتحولت بذلك المنطقة العربية إلى دويلات طائفية بتحريض إعلامي طائفي مشّوه فخلق الإعلام عدواً وهمياً جديداً من داخل العرب أنفسهم بعيداً عن الصهاينة وبصورة تتمثل على أرض الواقع صراع الجماعات التكفيرية أمثال " داعش" مع الحكومات لتصبح هذه الزمر هم الثوار وبالتالي تصبح أرض الجهاد أرض الدول العربية التي انطلقت منها الثورات والفتن وليست أرض فلسطين فتخرج اسرائيل من المعادلة .
لقد استطاع الإعلام أخذ الإنسان العربي بعيداًعما يعانيه الفلسطينيون جراء الإنتهاكات العنصرية من قبل قوات الإحتلال والتي تتمثل من قتل وتدمير وتشريد وحصار وحرق وإعدامات ميدانية دون محاكمات .
فنرى عناوين الأخبار تتحدث عن وحش يسمى "داعش " تاركةً بذلك مايجري بفلسطين من أحداث وتصعيدات وحصار مفروض على مدينة غزة بالإضافة إلى تقارير إخبارية ترتكز على زرع الفتن من خلال المذاهب الدينية المختلفة والطوائف لتقذف بها سموم المخططات الخارجية التي أعدت بشكل محكم للمنطقة والتي تصب أولاً وأخراً إلى تصفية القضية الفلسطينية وقتل روح المقاومة وإنشاء جيل قادم لايعي تماماً (بشيء) يسمى "فلسطين" ويكون ذلك بفعل إعلام فاسد يعمل بقوالب التضليل والإفتراء والكذب والتحريض .