أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد في حوار مع «الوطن» السورية أن الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل كان خطأ فادحا لأن إسرائيل مارست سياسة خداع غير مسبوق مع الجانب الفلسطيني ، ودعا الى إعادة فتح هذا الملف ودراسة سحب هذا الاعتراف.
وأضاف : لقد اعترف الجانب الفلسطيني بحق اسرائيل فى الوجود ،بينما اسرائيل لم تعترف بأي من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني . ما كان يجب الوقوع فى هذه الخدعة وهذا الخطأ الفادح ، وعلى كل حال لا يمكن أن يكون هناك اعتراف متبادل بين شعبٍ يخضع للاحتلال وبين الدولة القائمة بالاحتلال ، فهذا عبث ، لأن الاعتراف يكون بين دول مستقلة ونحن مازلنا دولة تحت الاحتلال ولم نحرز الاستقلال والتحرر من الاحتلال بعد .
وحول مصير قرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية بشأن إعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل قال خالد: نحن ندرس في إطار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأطر الوطنية الأخرى آليات تحقيق وتطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني باعتبارها واجبة التنفيذ . لا شك ان هناك تباطؤ في هذه العملية لكنني واثق أننا سنباشر في تطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني لأن دولة الاحتلال لا تترك خيارات أمام الشعب الفلسطيني ، وهي تتصرف باعتبارها معنية بتدمير كل فرص التقدم في المسيرة السياسية
وأضاف : أعتقد أننا سنكون قريباً جاهزين لتطبيق القرارات بإعادة النظر في العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع إسرائيل وأقصد بالاقتصادية اتفاق باريس وكل العلاقات القائمة بين السلطة والاحتلال فنحن لا يمكننا العيش رهينة للاتفاقيات الظالمة والمجحفة ، أو القبول بالعمل كوكيل ثانوي للمصالح السياسية والاقتصادية والامنية للاحتلال كما تريد اسرائيل . وكان هناك في الاتفاقيات ما سمي «الاعتراف المتبادل» أعتقد أنه بعد كل هذه السنوات تبين أن الاعتراف المتبادل كان مجرد خدعة ، هذا يعني أن الإسرائيليين خدعوا الجانب ، ونحن ندرس فعلاً هذا الموضوع وإمكانية طرح وسحب الاعتراف بإسرائيل على جدول اعمال الدورة القادمة للمجلس الوطني الفلسطيني.
وتابع: ما دامت إسرائيل تتصرف باعتبارها دولة استثنائية فوق القانون الدولي فمن واجبنا أن نواصل سياسة الضغط عليها لعزلها ودفع المجتمع الدولي للتعامل معها باعتبارها خارجة على القانون الدولي وتمارس إرهاب الدولة المنظم من خلال عمليات القتل والتصفية للفلسطينيين في جرائم يجب أن مثل مرتكبوها امام العدالة الدولية
وكشف خالد أن الأسابيع القادمة والعام القادم سيشهد انضمام فلسطين إلى العديد من المنظمات والهيئات والوكالات الدولية وسيشهد تفعيل المطالبة بإحالة الملفات التي قدمت لمحكمة الجنايات الدولية إلى مجلس قضاة هذه المحكمة كي يتم المباشرة فعلاً في مهمة التحقيق في جرائم الحرب وجرائم بحق الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في المناطق الفلسطينية، ونحن ماضون في ذلك ، لقد تأخرنا بعض الشيء في تطبيق قرارات المجلس المركزي ، لكن تطبيقها أمر لا مفر منه وهو واجب التنفيذ
وبشأن احتمال ان تعيد الولايات المتحدة الأميركية النظر بمواقفها وتتوقف عن مواصلة توفير مظلة من الحماية لإسرائيل في المحافل الدولية كما المح الى ذلك اكثر من مسؤول اميركي بمن فيهم وزير الخارجية جون كيري قال خالد:
أشك في ذلك وينبغي عدم الرهان على مغادرة الادارة الاميركية سياسة الانحياز الاعمى للسياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لحكومة اسرائيل ، وما يصدر عن مسؤولين في الادارة حول ذلك لا يعدو أن يكون استمرارا لسياسة التضليل ، التي تمارسها الولايات المتحدة مع الرأي العام في المنطقة . أما بشأن جون كيري وزير خارجية أميركا فإنه سياسي فاشل، الشواهد على ذلك كثيرة وآخرها هي الافكار التي حملها في لقائه الاخير مع الرئيس الفلسطيني والتي قدم من خلالها الادارة الاميركية باعتبارها إدارة عاجزة ولا تملك من امرها في العلاقة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي غير الضغط على الجانب الفلسطيني لوقف الهبة الشعبية مقابل مجرد وعود ببعض التسهيلات تقدمها حكومة الاحتلال الاسرائيلي الى الجاب الفلسطيني . إنه لم يحقق شيئا ايجابيا في هذه السنوات على امتداد رعايته للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولم يتمكن من ممارسة ضغط على إسرائيل لوقف النشاطات الاستيطانية، وربما لم يكن يرغب في ذلك ، وعلى كل حال فقد كان سابقاً يتحدث باعتباره يحمل مشروعا للتسوية السياسية والآن هو يقول إنه يبحث عن أفكار للتسوية مع الجهات المعنية، ولا يتوقع اختراقا سياسيا في ملف العلاقات او التسوية السياسية في الفترة المتبقية من ولاية الرئيس الاميركي باراك أوباما . كيري كان على امتداد كل هذه السنوات يمارس سياسة إضاعة الوقت والفرص وسياسته كان مصيرها الفشل لأنها سياسة عاجزة ومنحازة لإسرائيل
وعبر تيسير خالد عن شكوكه بأن الادارة الاميركية يمكن أن ترفع الغطاء السياسي والدبلوماسي عن سياسة إسرائيل، خاصة وقد تعلمنا من التجربة أن هذا مشكوك فيه ، فقد طالبنا واشنطن دائما أن تكف عن تقديم الحماية السياسية لإسرائيل وانتهاكها لحقوق الإنسان الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال ، ولم تفعل شيئا على هذا الصعيد واستمرت تقدم الحماية السياسية والديبلوماسية لدولة اسرائيل في جميع المحافل الدولية
وبشأن أن نرى إسرائيل تعيش مزيداً من العزلة الدولية أكثر مما هي عليه الآن، عبّر خالد عن اعتقاده بأن «العام القادم يجب أن يكون منصة انطلاق لتحرك سياسي فلسطيني نشط لفرض العزلة على إسرائيل في المحافل الدولية ، فضلا عن حملات المقاطعة التي يجب أن يتم تصعيدها كسياسة ثابتة ما دامت إسرائيل لا تلتزم بالشرعية الدولية، وأن يتسع نطاقها لتكون مقاطعة أكاديمية وثقافية وعلى اكثر من صعيد ، وهي عملية جارية وتحقق نجاحات ملموسة على المستوى الشعبي حتى وإن لم تشارك فيها الحكومات وخاصة دول الغرب.