أخبار البلد -
حرب.. سياسه.. اقتصاد.. ثلاثة متغيرات رئيسيه مجتمعه لعبت دورا كبيرا في معادلة هبوط اسعار النفط والمتوقع لها مواصلة ذلك خلال العام القادم وانزاله في موتيلات ال 20 دولار قبل عودته لفنادق ال 80 دولار اعتمادا على تغييرات قد تطرأ على قيم تلك المتغيرات فالاقتصادات العالميه تشهد بطئا ملحوظا في النمو بفعل عوامل كثيره من اهمها فشل عدد من سياساتها الاقتصاديه بسبب عوامل الفساد المختلفه بالاضافه لابحار وتوسع الكبار في مشاريع النفط الصخري وتركيز المعظم على تطبيقات الطاقه البديله والصناعات المتجهه نحو ترشيد استهلاك الطاقه ناهيك عن المواقف الرسميه الداعيه للترشيد ايضا ولا ننسى مضاربات وتجارة اسواق النفط السوداء وكل هذه العوامل مجتمعه احدثت ذلك الهبوط والذي عاد بالنفع لحسابات الدول المشتريه للنفط على حساب ارصدة تلك المنتجه له وربما كان لبعض العوامل السياسيه دورا خفيا في تسهيل بروتوكولات انزلاق الاسعار وعدم اتخاذ اجراءات مضاده تحولت فيما بعد لتشكل سلاحا ضاغطا ومؤثرا على اقتصادات بعض الاطراف المشاركه في الصراع الدائر لثنيهم عن تنفيذ مخططاتهم بشكل كامل فالمعسكر الروسي الايراني العراقي السوري هو الخاسر الاكبر من عملية الهبوط هذه لان فاتورة الحروب مرتفعه وقد تسبب ذلك الهبوط في احداث عجز اقتصادي واضح في تركيبة المواقف الماليه وقدرة تلك الدول مما اثر على طريقة تنفيذها واخراجها للعديد من الخطط ويعتبر هذا الرقم المنخفض بمثابة برقيه لا بل حفل استقبال ربما مبرمج لنتائج رفع الحصار عن ايران لارغامها على اعادة حساباتها وعدم تمكينها من التوسع الذي بدأت به وتطمح اليه وفي ذات الوقت تواجه بعض الدول الخليجيه صعوبات اقتصاديه جراء ذلك ولكن بشكل محدود كونها تحتفظ بمخزون احتياطي كبير من النقد يمكنها من العيش على شواطئ ال 20 دولار لمده قد تصل في سقفها الى عشرة اعوام ضمن سياسات جديده ترشيديه خاليه من الفساد ومن الممكن لبقاء هذه الحاله ان تساعد المعسكر المدافع السعودي التركي القطري في منع تثبيت احداثيات الخارطه القادمه والتي عادة ما تتبع الحروب ومن المحتمل ان يشهد العام الجديد سلسلة انفراجات ميدانيه قد تؤدي لعودة الاسواق النفطيه الليبيه والعراقيه والسوريه واليمنيه لسابق عهدها مما سيعزز من استمرار نزول الاسعار في ظل ركود الاقتصادات العالميه ولكن المشهد السياسي متقلب وقد يقود لحدوث انقلابات سياسيه جديده تقوم على المنافع بين الدول تعيد ترتيب العلاقات بينها من جديد والاعلان عن مواقف وتحالفات غير متوقعه وفق منظور وارادة الدول المستعمره للاقليم لان تضخم حجم العجز قد يوثر على بقاء تلك الدول وسياساتها وبالتالي ستأخذ الاسعار بالارتفاع السريع بطريقه تكفل لتلك الدول مواجهة التحديات الشعبيه التي تلوح بالافق وهكذا يستمر المشهد الهادف لابقاء الشعوب العربيه والاسلاميه تقيم في انفاق مظلمه مثقله بالفقر والموت والجريمه والبطاله و…
المهم هنا ان ينعكس ذلك الهبوط على جيوب المواطنين في الدول الغير منتجه للنفط وان ينتبه من يدير ويخطط بنود الموازنه العامه لمستقبل الاسعار بحيث تساهم الارقام القادمة في معالجه ولو جزئية للعجز داعيا العلي القدير ان يجمع شمل الامه لما فيه خير الشعوب. بسام روبين