ما وددت ان اطرحه في هذا المقال ليس ما تقدم فقط لان ما ذكر معروف للجميع, انما أردت ان ابين للقراء الأفاضل أن ما يجري ليس بجديد في عالم السياسة في الأردن, فقد كان يحظى بهذا الدور السفير البريطاني في عمان منذ تأسيس الإمارة حتى نهاية الخمسينيات تقريبا, واصبح هذا الدور للسفير الامريكي حتى الآن, وهذا الدور ليس اعلاميا فقط وانما تأثير وتدخل في كافة مناحي الحياة, وما الجديد الا وجود وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي تسجل كل صغيرة وكبيرة واصبحت المعلومة متاحة للجميع, والجميع يعرف تأثير هذه السفارة من جلالة الملك الى كافة من يعرف الف باء السياسة.
وأضع امامكم دليلي على تقدم ما ذكره الشهيد هزاع المجالي في مذكراته المنشورة عن طريق وزارة الثقافة عام 2009م, ذكر فيها انه بعد تكليف الملك عبدالله الأول لسمير الرفاعي بتشكيل الوزارة 1950م: (واستأذن سمير الرفاعي بالانصراف ليباشر في اجراء مشاوراته لتأليف حكومته... وقد بقيت لدى الملك, وبدأنا نلعب الشطرنج بحضور الملك- الشيخ الشنقيطي وأنا- وفي أثناء ذلك طلب الملك الي ان اتحدث هاتفيا مع السيد الرفاعي في أمر من الأمور فلم اجده في بيته, فقال لي الملك رحمه الله: اسأل عنه في بيت السفير البريطاني تجده هناك, وقد وجدته هناك, وبلغته أمر الملك, وعلق الملك على ذلك قائلا: هذه مصيبتي مع جميع رؤساء الوزارات... انهم لا يفعلون شيئا الا بعد اطلاع السفير البريطاني عليه) انتهى الاقتباس.
وفي الختام يطرح السؤال التالي نفسه: ما هو سر هذه القوة التي امتلكها سفراء هاتين الدولتين للتأثير في كافة مناحي الحياة في الأردن وبرضا علية القوم؟ هذا ما سيتم الإجابة عليه في مقال لاحق بعون الله, والله من وراء القصد.