ما حدا بجلالة الملك اكثر من مرة الى المطالبة بضرورة وضع خطة استراتيجية عالمية ، تشمل سياسات وإجراءات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وخططا لتعزيز التنمية البشرية. مع التأكيد على مساعدة الدول التي تتحمل عبء استضافة اللاجئين السوريين نيابة عن المجتمع الدولي كالاردن الذي يستضيف مليونا و400 الف لاجئ سوري في ظل اوضاعه الاقتصادية والمالية الصعبة جدا من خلال الدعم الاقتصادي والمالي ، وتقديم التمويل والمنح الميسرة وتوسيع البنى التحتية والقطاعات الخدمية والتنموية ، وطرح المبادرات التنموية الشاملة وتوفير فرص العمل لتمكين الشباب وتحصينهم من التطرف والفكر الظلامي كونهم الفئة التي تستهدفها التنظيمات الإرهابية التي تسعى الى تجنيدهم والتغرير بهم ، وذلك من اجل معالجة هذه التحديات معالجة جوهرية عبر شراكة عالمية شاملة بعيدا عن الفزعات والمساعدات الطارئة.
وانطلاقا من مضامين الرسالة الأخلاقية والإنسانية والدينية والتاريخية التي يحملها الأردن ، فقد اخذ على عاتقه مخاطبة المجتمع الدولي ودعوته الى مراعاة مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة والروابط التي تجمع بين دوله وشعوبه ، حرصا منه على تعزيز قيم التسامح والتآخي والعيش المشترك والتنوع والتعدد ، ورفضه لاستهداف أي مكون اجتماعي على أساس ديني او عرقي او طائفي ، تماشيا مع جهوده في قيادة مسيرة الحوار العالمي للاديان ، وطرحه مبادرات ذات طابع ديني واخلاقي وانساني ، كرسالة عمان وكلمة سواء دفاعا عن ديننا الاسلامي الحنيف وإبراز صورته الحقيقية ، كما اهتم جلالته أيضا بالدفاع عن الجاليات الاسلامية في المجتمعات الغربية وحمايتها ، مطالبا بضرورة ادماجها والتعاطي معها كمكون من المكونات الاجتماعية في هذه المجتمعات ، بعيدا عن خطاب الكراهية والعنصرية والاضطهاد او النظر اليها كجاليات منبوذة في إشارة الى ما يشكله الاحترام المتبادل من أساس للشراكة بين الأطراف الدولية ، والتي تقوم على التعاون وتقديم المساعدة ، تعبيرا عن القوة الأخلاقية التي تضمن المستقبل المستدام لجميع هذه الأطراف ، فقد اكد جلالة الملك على ان المسلمين في أوروبا جزء من تاريخ ونسيج المجتمعات الأوروبية ، كما المسيحيين العرب جزء من مجتمعات الشرق الأوسط.