ما من شك أننا جميعاً ندرك أبعاد ومضامين رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله) ، نحو الأردن الأفضل والأنموذج في المنطقة ، من خلال إعطاء الإصلاح الأردني وبكافة جوانبه المتعددة والمتنوعة الأهمية البالغة ، والألوية والقصوى ، إلا أن المسألة تبقى متعلقة في تقديري ليس بالبرامج فحسب ، وإنما بالأشخاص القادرين على تنفيذ هذه البرامج ، وبخاصة برامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي لأحدث النقلات النوعية في حياة المواطن الأردني ، ما يعني أن الأشخاص التقليديين في العمل العام أو الخاص لا ولن يكونوا مناسبين لتنفيذ الطموح وتحويله إلى منجزات ، سيما وأننا نتحدث عن وزارة غدت كما الدورة الدموية في الكائن الحي لما لها من أدوار حيوية وحياتيه ليس لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة ، بل ولترجمة الأجندات الوطنية والتي تحتاج إلى دراسات متخصصة تمكننا من وضع استراتجيات تجعلنا قادرين على امتلاك ناصية التغيير نحو ما تقتضيه المصلحة الأردنية العليا وفي الوقت المناسب.
وفي اعتقادي أن الانتصار لإرادة الحق والتغيير البناء الفاعل الوضّاء ، هو الذي جاء بمعالي الوزير عماد الفاخوري عبر الإرادة الملكية السامية التي تتلمس نبض المواطن الأردني البسيط ، لتتولى هذه القامة والهامة الوطنية الإنسانية مهام الوزارة الأهم في الوقت الأصعب والأخطر في آن معاً ، وهذا ليس ادّعاءً ولا كذباً لأن المنجزات هي التي تتحدث عن ذاتها أمام الجميع ، والحق أنه ومنذ تسلم الرجل لمهامه تحول الطموح الملكي والوطني الأردني العام إلى هاجس وإلى عمل دؤوب ومن ثم إلى استراتجيات توضع ويعمل من أجلها في هذه الوزارة .
نعم ، وزارة التخطيط وبعهد هذا الرجل المميز والمتميز غدت قصة نجاح أردنية ، يمكن الرهان عليها من أجل التغيير والانتصار على الواقع الذي نعيشه ، من خلال هذا العمل النوعي والمتقدم سواء في البحث عن توفير التمويل اللازم من خلال النوافذ التمويلية المتاحة من المساعدات الخارجية ، أو عبر الاتفاقيات العلمية والثقافية ، إضافة إلى تلك الجهود المضاعفة من أجل بناء القدرات المحلية لتكون اللاعب الأهم في التنمية المستدامة محلياً ، ولا تخفى البرامج المشتركة مع الوزارات والدوائر والمؤسسات المعنية لإحداث التنمية المنشودة في مجالات الإصلاح المالي والإداري وتطوير البنية التحتية وتعزيز القدرات وتقديم الخدمات بنوعية تتناسب مع احتياجات وأولويات المواطنين .
وإذا ما أستمر العمل على هذه الوتيرة فإنني أكاد أجزم أننا لن نتحدث بعد اليوم عن شيء أسمه ( المناطق الأقل حظاً ) ما دمنا نمتلك الحظ ، ولكن نمتلك الحظ من خلال ماذا ؟ هذا هو السؤال الأهم على الطاولة الحكومية والوطنية العامة ، في تقديري المتواضع أننا نمتلك الحظ من خلال هؤلاء الرجال الرجال وعلى رأسهم في هذه الوزارة معالي الوزير عماد الفاخوري الذي أستطاع وبحكمته البالغة أن يجعل عمل الوزارة مؤسسياً بالدرجة الأولى ، وقائماً على الحرفية ومتوائماً مع أحدث النظريات السياسية والاقتصادية ، ولكن لماذا ؟ وكيف ؟!و للإجابة نقول : معالي الوزير ذو الخلفية الاقتصادية مؤمن بأن لصاحب القرار عدة فوائد لرسم النهج الاقتصادي القويم ، فهو من ناحية يولد تفكير جديد لدى الموظفين والذين من بينهم صناع قرار ، ومن ناحية ثانية يعمل على جلب خبراء ومتخصصين يرفدون العمل وبطرق غير تقليدية وبكافة النواحي والمجالات الاقتصادية والتنموية والإعلامية والسياسية لوضع السياسات والبرامج ضمن نسق علمي متطور ، مضافاً لذلك قدرة صاحب القرار أو صانع هذه السياسة على تأمين حيزاً لإيجاد تفاهم مشترك على الخيارات الاقتصادية المختلفة ، هذا عدا عن توفير البيئة لتثقيف المواطن الأردني بكل ما يحدث ، لأن هنالك إيمان مسبق بأن هذه الوزارة لم تأتي إلا لتسد فراغاً في غاية الأهمية بين عالمين ، عالم الطموح وعالم الإنجاز ..!!
وتبقى مهمة الوزارة الأولى والأهم هي خدمة الصالح الأردني العام ، وتقديم النصح والإرشاد بوجهات نظر حيادية ونصائح متعلقة بالسياسات الاقتصادية التي تخدم الأردن ( المجمع الإنساني الأعظم ) تحت ظل الراية الهاشمية ، والحق أقول : أنني كمواطن أردني أنظر إلى الوزارة ومنذ تسلم معالي الوزير عماد الفاخوي على أنها أحد أهم مؤسسات الفكر والرأي والتخطيط في الأردن ، وها هي تغطي بنشاطاتها جميع ألوان الطيف الأردني ، أملين أن تبقى شديدة التنوع لجهة الأفكار التي تقدمها، والتمويل الذي تحصل عليه والنفوذ الذي تتمتع به ، لأن قوتها من قوة ومنعة الأردن ، حمى الله الأردن تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله) .