أخبار البلد -
أتررد على المولات كثيرا ... فأنا لم أترك مول واحد ولم أزره ، بصراحة أنا أزور المولات بقصد المراقبة ... مراقبة الناس.
أمس كنت في إحدى المولات وكان هناك حفلة للأطفال ... وأنا وسارة كالعادة كنا حاضرين.
على باب المول جاءت عائلة مكونة من أربع أشخاص ... الأب والأم وطفلين ... أحدهم اسمه حموده ... مظهر الأب كان يدل على أنه جاء من العمل مباشرة إلى المول ... ومشهد الأم كان يدل على أنها تشعر بالبرد فهي ترتدي معطف ولفحة, بالنسبة للطفلين فقد انشغلا بممارسة هواية الصعود والهبوط على الدرج الكهربائي.
صعدنا أنا وسارة خلفهم ... وقادتنا الصدفة بأن نجلس بالقرب منهم في حفلة الأطفال ... بدأت المدام بتصوير الفعاليات عبر جهازها الخلوي وأنشغلت بتصوير أطفالها ... في محاولة فاشلة حاولت المدام أن تقنع الزوج بأخذ صورة سلفي إلا أنه تمنع بسبب لحيته الطويلة. في حين بدا الفرح بشكل جنوني على الطفلين وعلى حموده على الأغلب.
في غمرة الفرح طلب حموده من والده شراء بالون من البائع الذي يرتدي زي المهرج ، وبسبب رفض الأب علا صوت بكاء حموده على كل الأصوات ، حاولت الام اقناع حموده بأخذ تلفونها واللعب عليه للعدول عن البالون إلا أنها فشلت.
نتيجة لارتفاع صراخ حموده واستمراره في البكاء تطلب الأمر تدخل السيد الوالد وقيامه بصفع حموده كف على وجهه ، مما كان لهذا الكف أثره في اجهاض رغبة الشقيق الآخر ببالون آخر رغم نظراته التي تناقلت بين حموده وبين مشهد البلالين الزاهية.
حاولت الأم تهدئة الوضع وأشارت على الأب بأخذ الأولاد إلى طابق الألعاب وبدا لي من نظرات الأب لها بأن الدور سيحل عليها ، ولمحت تمتمات ومناوشات بينهم انتهت بشد الرحال لمغادرة المول.
غادرت العائلة المول على عجل وتبدد الانبساط الذي بدا على وجه المدام ، وحموده يتمتم وهو يبكي وشقيقه الآخر يجر خلفه خطط الفرح المكسورة.
وأنا وسارة غادرنا أيضا ....
سيكبر حموده وأظنه لن ينسى هذا الموقف وأجزم بأن هذا الموقف لن يؤثر على حياته سيسير طبيعيا في حياته وسيعتاد الامر لأنه سيكتشف أن بالونات كثيرة لن يستطيع أن يمتلكها... في ظل حكومة الوالد وكل الحكومات التي ستتعاقب عليه.