كم نحن بحاجة لحكمتك يا صاحب الجلاله
لقد نصحني الكثير ممن لهم باع طويل بخدمة الوطن وحبه والحفاظ على مقدراته بعدم الحديث بهذه المواضيع, لعدم جدية الحكومات المتعاقبه بإجتثاث الفساد والمفسدين وتغليب المصالح الشخصيه على مصلحة الوطن ولكن بإعتقادي بضرورة الحاجه للتذكير بهذه المرحله بالذات إن نفعت الذكرى !!
لقد مل وسئم المواطن الاردني الشريف من سياسات الترقيع وترحيل المشاكل واجتثاث الحالات الفرديه للفساد والتي تقدر ببعض الالاف من الدنانير وترك القضايا الكبيره والتي اصبح أغلب المواطنون يعرفونها جيدا" , حتى اصبح الاب يحدثها لإطفاله قبل النوم كحكاية ليلية وذلك لاعلامهم واخبارهم عن مقدرات واموال وطنهم وكيف اختفت بدون اية مقدمات !!!
لقد تعب المواطن من الديون والفقر المتقع بالجنوب والذي امتد للشمال ومن ممارسة سياسة تبادل المناصب والكراسي بين المسؤولين فنراه تارة وزير وتارة سفير !!! وكأن الوطن ليس به اشخاص ذي مؤهل علمي وخبرة عمليه غير هؤلاء !!!
ان السياسة التميزية بالتعيينات تؤدي الى تقسيم الناس الى طبقات , وتزيد من مستوى الشعور بالظلم والتذمر والإحباط مما ينعكس سلباً على سلوكيات الأفراد بالمجتمع وعلى علاقة المجتمع بالدولة , وتزيد ايضا" من حالات العنف المجتمعي , الذي اصبحنا نشهده بكثره هذه الايام.
لقد ارهقت الحكومات المتعاقبه الكثير من الشرفاء بوطننا العزيز بممارسة سياسة التهميش والاقصاء المقصود او غير المقصود لبعض الرموز والمسؤولين الشرفاء والذين نحن بأمس الحاجة لهم بهذه المرحله !!
كم إنني أشعر بالحزن ، وكم يعتريني الأسى والأسف ؛ حينما أرى إنسانا مجتهداً حصيفاً ، متوقد الذهن حاد الذكاء سريع البديهة ؛ يمر من أمامي وهو في منظر بائس حزين ، داخلا في نفق مظلم ، ولا يجد أمامه فرصة من فرص العيش الكريم كباقي البشر!! ليس لتقصير أو لتكاسل منه ، وإنما لكونه أصلا من عائلة اردنيه بسيطه ، ولأنه كان قبل أن يولد قد نسي بدون قصد منه أن يولد بدون أن يضع في فمه ملعقة من ذهب !!
إن الوطنية والاصلاح والعدل ومعالجة المشاكل ليست بالخطابات والندوات ولا بالتمني بل بالنيات التي تقدس العمل وتقدر الانجاز والعمل الميداني الدؤوب, وان التدهور بالقيم المجتمعيه بدأ يأخذ مناح تشير الى نتائج لا تحمد عواقبها ،و إن الخوف من المستقبل ، والاحباط من سياسات الوضع الراهن والتشكيك في بالقدره على ايجاد الحلول للمشكلات , يفرز معطيات إذا تظافرت مع الفقر والبطالة فإنها ستنتج قوة دفع قد تجتاح كل مابنيناه على مدى عقود طويلة من الزمن .
ان الوطن للجمييع وكلنا الاردن وهذا شيئ يجري بعروق دمائنا, والولاء لك يا سيدي ليس قصيدة تغنى ورسائل ولاء وانتماء , إن الولاء لك يا سيدي امر تربينا عليه جيلا بعد جيل ونتوارثه اللاجيال القادمه , لانكم يا سيدي اساس هذا الوطن و رمز استقراره و ازدهاره.
لا ينكر احدا من الأردنيون دور وفضل الهاشميين في بناء دولة عصرية حديثه , غايتها تحقيق العدالة والمساواة الاقتصادية والاجتماعية بين مواطنيها , بحيث ينعم المواطن بالكرامة والعزة والعيش الكريم , مع التأكيد انه لا وجود للاردن كدوله مستقرة تباهي الدول المتقدمه بالاصرار على النجاح والتقدم والانجاز لولا الهاشميين .
كم نحن بحاجة لحكمتك يا صاحب الجلاله وارادتك للتطوير والاصلاح ورعايتك لجمييع الاردنيين, لتكون منارة ونهج عمل لجميع الشخصيات و المسؤولين المحيطين بك .وحمى الله هذا الوطن ومليكه المفدى .
الدكتور / مصطفى خليل الفاعوري
16/4/2011