أخبار البلد -
يحق للفلاح الفلسطيني أن يتفاخر كون ثورة عام 1936 كانت ثورة فلاحية ، لأن الفلاح الفلسطيني هو الذي أطلق شرارتها وقادها ، حتى امتدت لتشمل كل فئات المجتمع . ومن هنا فقد كانت الكوفية التي يرتديها الفلاح الفلسطيني رمزاً للثورة والكفاح الوطني يعتز بها ويلبسها الجميع من كافة شرائح المجتمع .
ظلت الكوفية رمزاً للثورة الفلسطينية ، ولأن ياسر عرفات كان يدرك مدى أهمية هذا الرمز لدى الفلسطينيين ، فقد حرص على أن لا يزيل الكوفية عن رأسه في دلالة على أنه لن يتنازل عن حقه وحق شعبه في المقاومة والنضال.
لقد سافرت الكوفية الفلسطينية مع ياسر عرفات وتجولت في أرجاء مختلفة من العالم ، وأجبر القائد عرفات العالم على احترام هذه الكوفية بكل ما تمثله وترمز إليه حينما دخل أروقة الأمم المتحدة ونال اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني عام 1974.
إن كان لا يمكن لأحد أن يدفن الكوفية ، فلا أحد يمكنه أن يدفن الثورة الفلسطينية . إن البدلات الرسمية وربطات العنق لم تخلق خصيصاً للعمل الدبلوماسي وتدويل القضية الفلسطينية، فها هو عرفات كان يصول ويجول ببزة عسكرية و كوفية ، وحتى يومنا هذا فإن هناك الكثير من الأجانب الذي عندما نقابلهم ولا يعرفون فلسطين ونأتي لنعرفهم على بلدنا لا يعرفون فلسطين إلا عندما نقول لهم ياسر عرفات أو كوفية ياسر عرفات..!!!
أيها الفلسطيني حاصر عدوك بكوفيتك ، فهي تقهرهم لأن في ارتدائها حفاظ على التراث والذاكرة الفلسطينية وتحفيز لكل جيل قادم على الاستمرار على نهج الكفاح والنضال.
يقول محمود درويش (( ليس الأمل مادة ولا فكرة .. إنه "موهبة")) ..فالكوفية ليست قطعة قماش فحسب .. الكوفية هي حكاية ثورة كتبها قدرنا .. الكوفية هي موهبة ابتدعها الفلسطيني ليبقي الأمل .
ربطة العنق لا تليق بك أيها الفلسطيني ... أنت شخص استثنائي ولا يليق بك سوى لباس استثنائي ... بزة عسكرية و كوفية تزين رأسك أو رقبتك .. البدلة الرسمية وربطة العنق تخنقك.. تشنقك .. لا تليق بك..!!!
فادي قدري أبو بكر
fadiabubaker@hotmail.com