ولنحذوا حذوا الدول الصناعية الكبرى التي اتجهت مبكرا نحو الطاقة النووية واصبحت في طليعة الدول الصناعية الكبرى بفعل تلك الطاقة حيث ساهمت في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وقد استطاعت هذه الدول تجاوز معيقات نموها وازدهارها وتجاوزت عقدة النفط الخام وتذبذب اسعارة ومتغيرات السوق وكسرت احتكار الدول والشركات لتلك المادة الحيوية واستغنت جزئيا عن ذلك الذهب الاسود ومتاعب نقلة وتخزينة وتكريرة ووقفت على حافة المجد تضاهي تلك الدول المنتجة للطاقة كالغاز والنفط مثل روسيا واميركا وبريطانيا فمثلا فرنسا تنتج حوالي 90% من الكهربا بواسطة المحطات التي تعمل على الكعكة الصفراء.
فمعظم دول اوربا الغربية تحصل على نسبة كبيرة من طاقتها الكهربائية من خلال محطات تعمل بالطاقة النووية وهناك الكثير من حاملات الطائرات والسفن العملاقة تعمل بالطاقة النووية هذا في اوروبا اما في شرق اسيا فسر النهضة الكورية الجنوبية تلك الطاقة الرخيصة التي تنتجها المحطات الكورية حيث اصبحت كوريا الجنوبية اليوم من اكبر الاقتصادات في اسيا والعالم واذدهرت الحياة وارتفع مستوى دخل الفرد فيها الى مستويات لربما اكثر من تلك الدول المصدة للنفط والغاز.
اما عملاق اسيا الاول اليابان فحدث ولا حرج فمعظم الطاقة في اليابان تاتي من تلك المحطات النووية رغم مساحة اليابان الصغيرة نسبيا ورغم انها عرضة للزلازل باستمرار واذا كان البعض يتذكر بمرارة ما تركه الزلازل الذي ادى الى تحطم تلك المحطة على المحيط في اليابان واثار تلك الكارثة فهذا ليس سببا ليجعلنا ندفن رؤسنا في التراب ونجعل الخوف يملئ قلوبنا وصدورنا فالامم التي ترغب في التطور والحاق بركب الحضارة الانسانية تجعلنا نفتح عقولنا على الحاضر وهمومه والمستقبل ومتاعبة. بالاضافة ان الاردن لا تقع في منطقة النشاط الزلزالي والبراكين اضافة ان هناك اماكن بعيدة وخالية من السكان في الاردن يمكن الاستفادة منها في هذا المجال.
ان حاجتنا الملحة والضرورية للطاقة واحتياجاتنا لها لا تقل عن احتياجنا للمياة فلا بديل عن اقامة محطات تحلية للمياة وفي ظل ازمات العالم وانغلاق اقاق عديدة من حولنا لا بد لنا من الاعتماد على الذات والاتجاة نحو اصعب الحلول وان كانت الطاقة النووية...
*جامعة البلقاء التطبيقية
كلية الهندسة التكنولوجية