أخبار البلد -
يتساءل المواطن العادي عن صندوق تنمية المحافظات الذي جاء بمبادرة و مباركة ملكية سامية في عام 2011م، من أجل تعزيز التنمية في المحافظات وبخاصة الأطراف منها، وتمويل العديد من المشاريع الاستثمارية، والتي من شأنها تعزيز فرص الحياة المعيشية للمواطنين من خلال توليد العديد من فرص العمل للشباب المتعطلين، والذين مازالوا يصطفّون بطوابير أمام دواوين العمل على أمل بفرص تشغيلية تلوح بالأفق.
لا أعلم حجم التمويل من صندوق تنمية المحافظات للمشاريع الاستثمارية، والخدماتية والبني التحتية، وما طبيعة الانجاز الذي يتحدثون عنه؟ أم أن الماكينة الإعلامية للصندوق لا تعمل بكفاءة عالية، أم أن الصندوق يعاني من عجز مالي لا يقدر من خلاله فتح العديد من النوافذ الاقتصادية في كافة المحافظات، أو أن الصندوق مازال في المهد ولا يهوى الدخول في مغامرات غير محسوبة قد تعود بهزات ارتدادية معاكسة، بالرغم من معاناة محافظات الأطراف من شحّ فرص العمل وتكدّس أوراق طالبيّ الوظائف في مكاتب التوظيف من أجل الهجرة أو اللجؤ للعاصمة لعل تفتح لهم أبواب سمسم من جديد.
ولو أخذنا مثلاﹰ حياﹰ على محافظة مادبا على سبيل المثال واللواء الوحيد فيها ( ذيبان)، والتي طالبت مراراﹰ بمدينة صناعية منذ عشرات السنوات وكليات جامعية أكاديمية وتقنية والتي من شأنها تعزيز فرص العمل وتنشيط العجلة الاقتصادية فيها، ولكن لا حياة لمن تنادي سوى وعود باتت تصلح رواية تنسج وفق حلقات متعددة قد تستمر لفترات زمنية لا نعلم مداها، وهي نفس المحافظة واللواء الوحيد فيها الذي لم يستفد من المنح الخليجية سوى خلطات إسفلتية أو ترميم بعض البني الخدماتية.
إذن! لا شواهد حقيقية تلوح بالأفق أن صندوق تنمية المحافظات يعمل بأقصى طاقته ، أو أنه ليس بعجلة من أمره، وليس قلق على الوضع الاقتصادي المتهالك في المحافظات، أو أننا مازلنا نعمل على الطرق النمطية التقليدية والتي تعتمد على تخطيط طويل الأمد، ونصل بالنهاية إلى تصفية المحافظات، ونبدأ من جديد بموسم الهجرة للعاصمة عمان.