لقد شاهدنا مساء الأمس منافسة اخوية بين الزملاء على مقاعد المكتب الدائم لمجلس النواب وخاصة انتخاب النائب الأول لرئيس المجلس بين الزميلين مصطفى العماوي وخميس عطية وكانت النتائج (71 – 70) وأن ما كان يتداوله البعض في اروقة المجلس عن تدخل بعض الرموز لصالح احد المرشحين أو تدخل بعض الجهات الامنية لصالح الاخر وأن هذا من شرق النهر وذاك من غربه أو هذا شمالي وهذا جنوبي أو ذكر أو اثنى كلام عاري عن الصحة وأن جميع الزملاء كانوا مع كفة الوطن دون أية نظرة جهوية أو فئوية، وكل منهم قد حكم ضميره فقد كانت تلك اللوحة الرائعة التي أظهرها الجميع تدل على منافسة حرة وشريفة وبإسلوب مؤسس على مبادىء الديموقراطية والشفافية والشمولية في التمثيل.
فهذا هو مجلس النواب الممثل الحقيقي للشعب الاردني بكل مكوناته واطيافه فتجد فيه ابن القرية وابن البادية وابن الحضر وابن الريف وابن المخيم وها هو ينتصر للوطن ولم يميز بين هذا مسلم وهذا مسيحي وهذا من شرق النهر او غربه فنحن تتلمذنا على يدي بنو هاشم وأخذنا منهم أن حب الأردن ومصلحة فوق كل حب ومصلحة وأن هذا الوطن سيبقى الهاجس الوحيد الذي نلتف حوله مبتعدين عن كل شحناء أو بغضاء.
كان سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه في لقاءات عديدة يؤكد على الوحدة الوطنية وأن الأردنيون سواء بغض النظر عن اصولهم ومنابتهم وفي احدى تلك اللقاءات سألني سيدي عن تجسيد الوحدة الوطنية فقلت له أنني جسدت الوحدة الوطنية كوني ابن محافظة الطفيلة وقد نجحت في عدة دورات برلمانية وعدة دورات في مجلس امانة عمان الكبرى وبأعلى الأصوات رغم أن دائرتي الانتخابية تقع ضمن ثلاث مخيمات (مخيم الوحدات ، مخيم الجوفة، مخيم النصر) وأن الروح الوطنية التي يتحلى بها أبناء هذه المخيمات لا تقل عن تلك الروح الوطنية العظيمة المزروعة في قلب كل أردني من أقصى شماله حتى جنوبه.
عند النظر لما يحدث في الدول العربية المجاورة من نزاعات وطائفية وفتن لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى ندرك تماماً هذا النعيم الذي نعيشه في أردننا المجيد ونعرف تمام المعرفة بأن نعمتي الأمن والأمان اللتان تسكنان كل بيت من هذا الوطن الغالي هم الدليل الواضح والمثال الحقيقي على تجسيد مبدأ الوحدة الوطنية، وأن بلاداً قد حمل رايتها أبناء المجد من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ستبقى عاموداً فقرياً لكل الدول العربية، وستبقى ملاذاً كعادة الأردنيون في ايواء واكرام كل ملهوف ومكلوب.
ربنا لقد أسكنت في هذه البلاد من ترضى دينه وخلقه وأكرمتنا بهذه النعم التي يفتقدها الكثيرون من المسلمين فأدم علينا يا رب نعمك وأمنك وعافيتك واعد يا رب لنا فرحتنا بجافلٍ من عندك لنصلي ركعتي النصر في الأقصى الشريف بعد أن ندحر العدو الصهيوني ونرفع رايات المجد فوق القدس الشريف كعاصمة لدولة فلسطين وعلى جميع ترابها من البحر إلى النهر.