لا أعتقد أن المناكفات تخدم أحداً ، ولا أعتقد أن كيل الإتهامات من الممكن أن تثني أياً كان عن موقفه ، بل أعتقد جازماً أن الأمور تساس بالروية والحكمة وحسن التدبير ..
الاستفادة من تجارب الآخرين ليس معيباً حتى وإن كان عدواً فهناك صراع بين مكونات المجتمع الصهيوني لكن ما يجمعهم الهدف الأسمى لهم ، أمن الكيان الصهيوني وبناء دولة المؤسسات العبرية القوية المتماسكة لتظل ناصية الأمور في المنطقة كلها إن لم يكن في العالم أجمع طوع إرادتهم.. لا ترهات شخصية من الممكن أن تهدم ما يحلمون ، فهم يسعون دوماً وينجحون في تحويل الحلم إلى حقيقة .. نجحوا بحسن تفكيرهم الذي قادهم إلى حسن التدبير .
فما يخدم قضايانا بمجملها هو الإلتفاف حول قضية هي أسمى من الجميع ، قضية شعب هدرت حقوقه ومنع من تقرير مصيره وشرد من جذوره إلى شتى الأصقاع ، فقضية شعب مظلوم في النهاية أهم من كل ما يمكن أن يتحقق من مكتسبات على الجانب الشخصي أو بصفة مرحلية ، فما تعلمناه من مدرسة الحياة وما مر بنا من تجارب ينبئنا بأن المعيقات التي تعترض دروبنا لا يمكن لها أن تنكسر ما دمنا نسير بعكس اتجاه التيار ، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا من يسير في الاتجاه الصحيح ، فهذه العوائق يخبو تأثيرها وتنطفئ جذوتها بالصبر والإرادة والحلم والتصميم وحسن التصرف ولم الصف وتضميد الجراح ، فالفرقة مرتعها وخيم ، والسير باتجاه عكس التيار يقود إلى الهلاك ، والتشبث باللا معقول يقود إلى مزيدٍ من الفرقة وبالتالي يزيد الطين بلة ، واتباع أسلوب بالٍ يؤدي إلى مزيد من التشرذم ، ولا يخدم سوى عدو متربص بالجميع ، فالكل في مركب واحد ولا بد من أن يُحافظ على هذا المركب ليرسو في بر الأمان وإلا فإن الكل سيغرق وينتهي .
لا أحد يرى أنه على خطأ ، ولا أحد يمكن أن يقول عن زيته عكراً.. ولا أعتقد أن كل فريق على خظأ أو أنه على صواب فالكل يجتهد ، قد يخطئ وقد يصيب ، لكن الحرص على المصلحة العليا والسير في سفينة العبور إلى بر الأمان يحقق المنشود ، ويحقق الحدود الدنيا من المأمول ، وإلا فإن السراب سيبقى هو النتيجة الحتمية لكل مسعى ما دام المسير بعكس اتجاه التيار أو في الاتجاه الخاطئ ، وما دامت تعالج الأمور بحسابات الربح والخسارة لهذا أو ذاك وعلى حساب القضية التي يجب أن تبقى للجميع وفوق الجميع.