فيقوم بتسجيل اﻻصوات كاﻻستنجاد والحوارات في غرفة القياده وهما مجهزان بتقنيات متقدمه تحفظهما اثناء عمليات السقوط او القصف او الحريق او اية ظروف اخرى ومزودان ايضا بمرشد ﻻسلكي لتحديد موقعهما عن بعد برا وبحرا وﻻ يمكن مسح الماده المسجله فيهما والتي قد تصل لمدة 120 ساعه متواصله ﻻن قطع التسجيل فيهما مغلفه بماده عازله تحميها من التعرض للمسح او العطب والتآكل
وبالرغم من المعلومات القيمه التي يقدمها الصندوق اﻻسود للمحققين اﻻ انه يقف عاجزا امام بعض الحوادث المفتعله وهنا تظهر مهارة المحققين وخبراء سلاح الهندسه واجهزة الاستخبارات في الكشف عن اسباب تلك الحوادث فعندما تتعرض الطائره مثلا لتفجير من الخارج او من الداخل فلن يكون بمقدور الصندوق اﻻسود تقديم ادله كافيه لعدم وجود احداث ملتقطه قبيل التفجير ويمكن اﻻستدﻻل في هذه الحاله من كيفية تبعثر قطع الطائره وجثامين الركاب وامتعتهم اعتمادا على المسافه والشكل الهندسي للتبعثر ولكن وفي حاﻻت الخلل الفني والتي تشكل النسبه الكبيره من حوادث الطائرات فعادة ما يكون للصندوق اﻻسود القول الفصل فيها ﻷنه يظهر لدى غرفة القياده مؤشرات مبكره عن وقوع الخلل الفني مما يستدعي طاقم الطائره للتصرف وابﻻغ غرف المراقبه وكل هذه اﻻجراءات يتم رصدها بتقنية الصندوق اﻻسود اما في الحاﻻت الغامضه والتي ﻻ يكون فيها اي اتصال او استنجاد من غرفة القياده وﻻ يوجد ايضآ اي ماده صوتيه كافيه محفوظه في الصندوق اﻻسود تبين وتكشف دلالات ان هنالك حادثآ وقع في الطائره ادى الى تفجيرها
فهذا يرجح ان هنالك عملا مقصودآ تسبب في ذلك التدمير وقد يكون خارجيآ بفعل صاروخ او اجسام سماويه او داخليآ عن طريق مواد شديدة اﻻنفجار سببتها ضعف انظمة الامن واجراءات التفتيش الارضيه وربما تآمر بعض العاملين على الارض ايآ كانت المسببات فأن حوادث الطائرات كارثية ولها تأثيرات سلبيه كبيره تعتمد على نتيجة تقرير لجان التحقيق النهائي والذي عادة ما يولد بعد مخاض عسير للصندوقين الاسودين ﻷن ذلك التقرير هام جدا ويقع عليه تحديد المسؤوليات وهو ما قد يحمل اعباءا اقتصاديه كبيره للجهه المسؤوله وهذا مايجعل لجان التحقيق تتأخر في عملها ويعزز من ذلك ايضا اختلاف توجهاتها لتعدد مصادرها فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
العميد المتقاعد بسام روبين