الفن والرياضة .... عنوان الحضارة .... هكذا قالوا ..... أما نحن فنقول:- ...... الفنون أم العقول .....بها تتنامى المشاعر الإنسانية وتتجلى بأحلى صورها .... بأحاسيس ومشاعر رقيقة .... تشعر الإنسان بإنسانية الإنسان.... وسمّوه بين المخلوقات ... هكذا أراد الله للإنسان
فلماذا تتجاهل وزارة التربية والتعليم أهمية الفنون بأشكالها المختلفة (الرسم، الموسيقى، الدراما والمسرح، التصوير، الخطابة والإلقاء، الكتابة والشعر، الغناء، الدبكات والرقص...... الخ) هذه جميعها تنمي شخصية الطالب في المدارس والجامعات وتصقل مواهبه .....وتجعله يشعر بقيمته وقدرته على التطور والإنجاز.... وفي هذا الجانب من تربية الطفل سر عجيب ... إنه سر التواصل بين الناس ... فعندما تتأمل بلوحة فنية ... أو مقطوعة موسيقية ... أو مشهد تمثيلي... ننصت ونسمع بكل أحاسيسنا ... هذا النوع من التواصل نحن بأمس الحاجة إليه في مجتمعنا وفي هذه الأوقات ... أن نبقى نحس بالآخرين ونشعر بما يشعرون به.... فحين تقدم فقرة فنية على سبيل المثال يقوم الفنان بتوظيف كامل أحاسيسه ومشاعره حتى تصل الرسالة التي يقدمها للآخرين بصدق .. ويلمس أحاسيسك ... هذه طريقة سحرية في التواصل للتغلب على الفوارق الطبقية بين الناس مثلا .... وتوحيد مشاعر الناس ثانيا .... أنظر مثلا لمقطوعة موسيقية أو فقرة غنائية لأم كلثوم على سبيل المال أما جمع من الناس ولاحظ كيف تتوحد مشاعرهم وينسجمون مع بعضهم بفرح ونقاء ومحبة ..... ألسنا بحاجة إلى هذه القيم بحياتنا ومجتمعنا اليوم؟!
نأمل بخطط علاجية فعاله من وزارتنا الموقرة بأن تصحو لتصويب ما أتلفته السياسات التربوية السابقة لهذه الجوانب الهامة من شخصية أبنائنا ... فالنتائج التي نراها أمام أعيننا في المدارس والجامعات والطرق وفي كل مكان من عنف أحيانا وتطرف أحيانا أخرى ما هي إلا نتيجة من نتاجات إهمال هذا الجانب في تربية الطفل مما يجعله شخصية غير متوازنة وغير منسجمة مع ذاتها ومع الآخرين