انعطافة حادة تلك التي صرح بها رئيس مجلس الأعيان الأردني المستقيل للتو عبدالرؤوف الروابدة وقال فيها: إن التيار اليساري الليبرالي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية هم من أطاحوا به، بعد استهدافهم "التيار المحافظ"، على حد ما كشفته صحيفة القدس العربي.
لا يا شيخ!!
تشعر من التصريح أن اليسار الأردني الوحيد عالميا المتحالف مع (الامبريالية العالمية والاستكبار .. وكل هذه الكلمات الكبيرة).
التصريح أقريب الى الفنتازيا الغرائبية أكثر من أي أمر آخر. تقف أمامه سارحا في مربعاته، وكيف تمكن الروابدة من جمع اليساري بالليبارلي بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم بالمحافظين في صندوق واحد؟.
في كل الأحوال لم يستثن تصريح الروابدة تيارا واحدا مسؤولا عن الاشتراك بالإطاحة به سوى تيار الإسلاميين. وإذا كان هذا صحيحا، فقد كان على الروابدة مبكرا الاعتذار عن الاستمرار في منصبه طالما أن كل هذه التيارات "تشتغل" رفضا له .. فما الذي يبقيك يا سيدي في منصبك؟.
في الحقيقة ان رسم خريطة انتماءات للمسؤولين الأردنيين استنادا الى ألوانهم الفكرية والايديولوجية أمر مبالغ فيه جدا، وإذا ما كنا نقوله في الصحافة، فمن باب "المجاملة"، أما أن يقوله المسؤولون "السابقون واللاحقون" فهذا كثير.
ما نؤمن به هو إن للسياسيين الأردنيين شكلين منذ البدء: (محافظون قدامى ومحافظون جدد). أما أن نحيل المسؤولين وآباءهم وابناءهم الى تيارات سياسية وفكرية، فإننا هنا نعتقد أن الأمر لا يستقيم.
نحن هنا لا ننفي وجود مواقف متباينة للسياسيين الاردنيين في القضايا المختلفة لكنها مجرد نكهات.
تكمن الغرائبية في معاني التصريح في أمرين؛ إما أن يكون فيصل الفايز يساريا ليبراليا مسنودا من الولايات المتحدة الأمريكية والقوى العظمى أو أنه انضوى فجأة في حلف الليبراليين الأردنيين المناكف للمحافظين، أو أن كل الظروف السياسية سنحت لتجميع قطع قرار تنصيب الفايز رئيسا لمجلس الأعيان.
كل هذا غير صحيح. باختصار ان ما جرى ليس أكثر من أن القصر - صاحب القرار - ارتأى أن المصلحة العامة تتطلب اليوم أن يمثل كرسي جناح الملك في الأعيان شخص بمواصفات الفايز.