كاذب من يعتقد ان الأجهزة الأمنية لاتقف على مسافة واحدة مع أبناء الشعب الأردني الواحد وكاذب ومنافق من يعتقد ان الأجهزة الأمنية تقف مع جانب ضد آخر ومزور للحقائق من يقول ان الأجهزة الأمنية لاتعمل لمصلحة جميع أبناء الوطن او انها تعادي طرف لمصلحة طرف آخر .. تلك حجة يتداولها ضعفاء النفوس كونهم يعلمون جيدا أنهم مخطئون دائما وإنهم يتعاطون في كل أسباب ومسببات تعطيل الحياة اليومية للمواطن الأردني بشكل متعمد .
بالأمس وقف أكثر من 300 رجل امن مزودين بكل الآليات لحماية اعتصام نظمه حزب وجبهة العمل الإسلامي على أهم مربعات السوق التجاري في الزرقاء شاكر – فيصل ولم يحضره منهم رغم معرفة الجميع به سوى 50-60 شخصا منهم حوالي 25 سيدة هتفوا وطالبوا وصرخوا وزعقوا ونددوا وخرجوا من الاعتصام سالمين معافين بالرغم من حضور معارضين لهم امتلأت بهم شوارع الزرقاء من اتجاهات المربع الأربعة وزاد عددهم عن أربعة آلاف مواطن هتفوا للأردن وللملك والوحدة الوطنية وإسقاط الأحزاب التي تتخذ من المسيرات والاعتصامات طريقا وهدفا لتمرير غايات وأهداف وأساليب لايعلمها إلا الله .
لقد استطاع رجال الأجهزة الأمنية من مديرهم وحتى اصغر فرد فيهم من الحفاظ على الأمن والاستقرار وحراسة المعتصمين والطلب من المعارضين لهم عدم إطلاق أية شعارات استفزازية وسمحوا لمن يريد الدخول إلى الاعتصام دون أي شروط أو عملية تفتيش كما يحدث في دول أخرى لا بل كان رجال الأجهزة الأمنية أكثر مرونة في التعاطي مع الحدث من طرفي المعادلة الإخوان ومن يعارضهم .
لقد استطاع رجال الأمن والأجهزة الأمنية الأخرى ان يكونا المثل والقدوة للجميع وكانوا الاحرص على ان يهدأوا النفوس المستشيطة غضبا من التجار الذين أغلقوا متاجرهم محتجين على الاعتصامات والمسيرات التي عطلت أعمالهم وألحقت الخسائر بهم رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها المنطقة وكان هؤلاء الرجال خير عون للجميع دون تمييز حيث انتهى الاعتصام دون ان يمس أي شخص بأي أذى .
ومع ذلك خرج علينا من يقول ان محافظ الزرقاء لم يف بالتزاماته بان يكون الاعتصام حرا دون تدخل من احد وان هناك ضغوطا حدثت على المعتصمين من خلال آخرين لهم الحق في ان يبدوا وجهات نظرهم كغيرهم وباعتبارهم أبناء وطن واحد ومن المتضررين جراء هذه الاعتصامات والمسيرات الأمر الذي يجعل أي إنسان عاقل ان يقول ان من يقوم بمثل هذه الاعتصامات إما من مريدي تعطيل حياة الآخرين أو متآمر على كل ماهو جميل في هذا الوطن وفي مقدمة ذلك الأمن والاستقرار .
ان نعمة الأمن والاستقرار لمن أعظم النعم التي يظفر بها الإنسان فيكون آمناً على دينه أولاً ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به ولا يكون ذلك إلا بالإيمان والابتعاد عن العصيان لأن الأمن مشتق من الإيمان والأمانة وهما مترابطتان قال الله جل في علاه الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون والمقصود بالظلم كما بينه الله في آيات أخرى في وصية لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في مواضع عدة والأمن لغة طمأنينة النفس وزوال الخوف.
وان من مقومات الأمن في الأوطان أيضاً الاستقرار السياسي للبلاد فهو من أهم عناصر استتباب الأمن وانظر لتعرف هذا الأمر الخطير انظر إلى تلك الدول وإلى تلك الديار التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي فتكثر فيها الانقلابات فهناك لا يأمن الناس على حياتهم ولا على أموالهم ولا على أعراضهم فكيف يهنئون بطعام وشراب في ظل فقد الأمن والأمان ولقد اهتم الإسلام بتأمين استقرار البلاد فأمر بطاعة ولاة الأمر في غير معصية لله وجعل طاعتهم متممة لطاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا.. اللهم احفظ وطننا وأزل الغمة من بيننا واهدي كل من يحاول الإساءة لاستقرارنا وأمننا وأحفظ أجهزة أمننا وساعدها على تحقيق كل ما من شأنه صلاح واستقرار بلادنا .