مقال / معضلة القنفذ ... معضلة المسؤول !!!

مقال  معضلة القنفذ ... معضلة المسؤول !!!
أخبار البلد -  
يقال ان حيوان القنفذ المعروف بشوكه الكثير على سطح جسمه عندما يشعر بالبرد فأنه يبحث عن اخوانه واقاربه الذين هم من نفس فصيلته ويلتصق فيهما حتى يدفوا بعضهم البعض والمشكلة تكمن في ان الشوك الذي على جسم حيوان القنفذ يجعل عملية تقاربه من ابناء جنسه صعبة ومؤلمة نظراً لانه كلما اقتربوا من بعض فان الشوك الذي على جسمهم يجرحهم فيقرروا ان يبتعدوا عن بعضهم البعض فيشعرون بالبرد مرة اخرى فيقتربوا من بعضهم البعض مرة اخرى وكلما اقتربوا من بعضهم يتوجعون من الشوك فيبتعدوا وهكذا .
عام 1851 الفيلسوف الالماني آرثر شوبنهاور تأمل في موقف حيوان القنفذ واعتبره واحد من معضلات الانسان الاجتماعية النفسية فسماه ( معضلة القنفذ ) حيث شبه فيها موقف الانسان الوحيد بموقف القنفذ البردان شوبنهاور تكلم ان الانسان الوحيد الذي يحس ويشعر باحتياج شديد لأن يقرب من الناس ويتفاعل معهم وان الوحدة تبقى قاسية ومؤلمة بالنسبة للانسان الطبيعي مثل البرد بالنسبة للقنفذ فيقرر ان يعمل مثل القنفذ ويبحث عن ابناء جنسه ليلتصق بهم حتى يدفا والمشكلة والمعضلة ان التصاقه وقربه هذا ما راح يكون مصدر سعادة وراحة له انما العكس سيكون مصدر ألم وتعب لنفسه وللذين حوله فيتولد لديه الضغط النفسي والاحراج وتسوده مشاعر سلبية كثيرة ومتعددة نتيجة هذا التقارب فالانسان كما القنفذ بحكم الطبيعة البشرية .
نظرياً ممكن القنفذ يتخيل ان الحل حتى يتجنب الالم من الشوك ان لا يقرب من قنفذ آخر وان يبقى مبتعداً ولكن سيحس ويشعر انه سوف يموت وحيداً من البرد او ان يقرب اكثر فأكثر من القنافذ الاخرى ويموت من قسوة الشوك والوجع ولكن الفيلسوف شوبنهاور حتى يحل هذه المعضلة اقترح على القنفذ ( مسافة السلامة ) بحيث يختار القنفذ مساحة معينة من السلامة تضمن له الدفء الكافي وفي نفس الوقت اقل درجة ممكنة من الالم يحس فيها رغم ان الصعوبة تكمن في تحديد المسافة التي يجب ان يحددها القنفذ بنفسه لانه لن يجد من يساعده في تحديدها فعليه ان يعتمد على نفسه بذلك ويعتمد على ذكائه والا سوف يعيش منعزلاً .
كثير من المسؤولين لا يشعرون بالدفء في مناصبهم الا اذا كانوا محاطين من اقرب الناس اليهم من اقربائهم او اصدقائهم في مناصب متعددة بالرغم من ان تقاربهم الكثير سيؤدي الى اوجاع كثيرة بسبب الشوك لذا على المسؤول اختيار مسافة السلامة من الجميع بالتساوي وبعدالة مستخدماً ذكاءه ومعتمداً على نفسه ليضمن الدفء الوطني والا فانه سيعاني من عزلة ويعيش منبوذاً في وطنه من الاخرين .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com
شريط الأخبار بعد بيع وحدته في الأردن.. خطة طموحة للبنك العقاري لتوسع أعماله في مصر "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025