ومما يزيد الأمور تعقيداً في حسابات اللاعبين الراغبين باللعب بشكل دائم، هو فلسفة فان خال الخاصة بكرة القدم المسماة بالفلسفة الهولندية وكرة القدم الشاملة.
إن كرة القدم الشاملة تتطلب من اللاعبين مرونة خاصة لإجادة اللعب في جميع المراكز، فلا يقتصر دور اللاعب على أدوار ومهام محددة، بل عليه أن يكون لاعباً أكثر شمولية. وهذه الفلسفة التي أطاحت بآمال جونز وماكناير في لعب الأدوار الرئيسية في دفاع اليونايتد هي التي أتاحت الفرصة أمام دالي بليند لحجز بطاقة جديدة للتواجد في تشكيلة اليونايتد الأساسية بعد تعاقد اليونايتد مع لاعبي الإرتكاز شفانشتايغر وشنايدرلين، وفي ظل التألق الملحوظ في مستوى الظهير الأيسر الإنكليزي "لوك شو" والأرجنتيني العائد من الإصابة "ماركوس روخو"، بالإضافة لضغط الإتحاد الإنكليزي المتواصل على اليونايتد ومطالبتهم بإشراك الإنكليزي الدولي "شو" بأكبر عدد من المباريات.
ومنذ بداية الموسم تشن الصحافة هجوماً شرساً على فان خال ودالي بليند، واعتبر الكثيرون من المحللين الرياضيين _وأبرزهم مدافع مانشستر يونايتد السابق "ريو فيرديناند"_ أن تواجد بليند في عمق الخط الخلفي لليونايتد هو نقطة الضعف الأكبر في التشكيلة الحالية للفريق.
هذه الانتقادات لم تعجب النجم الهولندي الشاب (25 عام)، وحاول أن يرد عليها بموضوعية بعد المباراة الافتتاحية، واعترف بأنه لا يمتلك قوام لاعب الدفاع النموذجي، ولكنه رأى بأنه يمتلك الذكاء الكافي لإجادة دور المدافع الصريح، معتبراً صمود مرمى اليونايتد خير دليل على ذلك.
وازدادت حملة الانتقادات بعد تعرض اليونايتد لخسارته الأولى في الجولة الثالثة، على يد فريق سوانسي سيتي، ملقيين بأكبر قسطٍ من اللوم على اللاعب الهولندي الذي حافظ على دوره الرئيسي في خمسة مباريات متتالية.
وفي قمة الجولة الرابعة أستطاع أخيراً النجم الهولندي إثبات قدرته وتفوقه، وحصل على لقب لاعب المبارة بجدارة، حيث أستطاع أن يتغلب على المهاجم البلجيكي الدولي بينتيكي، وأنقذ المرمى بنفسه من هدفين محققين، كما أنه أفتتح بنفسه التسجيل في مرمى ليفربول لينجح بوضع حدٍ لسيل الانتقادات المزعجة.
وهذه الانتقادات لا تعتبر مسألة جديدة بالنسبة للاعب، فقد عانى منها الموسم الماضي عندما انتقل للعب دور لاعب الإرتكاز بعد إصابة الدولي الإنكليزي "مايكل كاريك"، ولكنه أستطاع أن يثبت مقدرته بفضل مرونته والتفاهم الكبير بينه وبين مواطنه فان خال.
إن المرونة التي يتمتع بها دالي بليند، وإجادته لجميع المهام الدفاعية والهجومية، هي المرونة التي لطالما تحدث عنها فان خال وهو يشرح فلسفته الكروية. ترى هل ستحقق فسلفة فان خال ما يرجوه عشاق اليونايتد؟