و ما أُشاهده و أُتابعه من ردات فعل عند البعض تكون دائما أكبر من الفعل نفسه و هذا له علاقة بالثقافة و البيئة و السلوك و ليس له علاقة بمستوى التعليم .
ساءني جداً ما حصل من ردات فعل على حلقة من برنامج يعرض على فضائية رؤيا و ساءني جدا ما حدث أخيراً من ردات فعل على ما قاله النائب رائد حجازين على صفحته على الفيسبوك (هذا اذا قاله فعلاً) ، وغير ذلك الكثير الكثير من ردات فعل غاضبة و التي تسيء فوراً و غير مستعدة للدخول بنقاش أو حوار أو حتى سماع وجهة نظر توضيحية من الطرف الأخرى ، بل أُسلوبهم هجومي يعتمد على الشتم و الإساءة .
مقالي اليوم ليس له علاقة بالدين رغم عتبي على كثير من رجال الدين إن كانوا مسيحيين أو مسلمين ، فقد اهتموا بأمور الدنيا و مشاكلها و مشاكلهُم و نسوا أُمور الآخرة و لم يعطوا هذه الأجيال النصائح و الحب و احترام الآخر ، بل أحياناً هم المحرضين على كره الآخر .
أعود و أقول مقالي اليوم ليس له علاقة بالدين لا من قريب و لا من بعيد هو مقال يتحدث عن ثقافة و سلوكيات البعض فقط ، فالدين له رب يحاسب الناس على أخطائهم وأفعالهم و هو أرحم من بعض البشر .
أتحدث اليوم عن سلوك كثير من الناس و من مختلف الأعمار و الأجناس ، هذه السلوكيات التي تسيطر عليها ردات الفعل الغاضبة أكثر من الفعل نفسه ، دون أن يتكلف البعض بقراءة الخبر أو المنشور بطريقة صحيحة ، هو يأخذ السلبي بالموضوع فقط وليس له علاقة بأي كلمة فيها إيجابية.
هذه السلوكيات يحاسب عليها القانون و المجتمع و هي قضايا دنيوية يحاسب و يعاقب عليها القانون ، هذا ناهيك عن بعض الجهات التي تحرك خلاياها هنا و هناك للرد و الإساءة و شتم الآخر .
كل ما أطلبه اليوم بأن لا نتسرع بالرد على أي حديث هنا أو منشور هناك بل أولاً: لنتأكد بأن هذا الكلام صدر فعلاً عن الشخص الذي وضع اسمه عليه ، ثانياً : قراءة ما كتب مرة و مرتين و ثلاثة حتى نفهم ما هو المقصود بالضبط ، ثالثاً : إذا أردنا أن نرد علينا أن نحترم آداب الحوار و آداب النقاش لأن كل واحد منا بداخله شخص آخر يستطيع أن يرد بالشتم و الذم والقدح و بنفس أسلوب الشخص المقابل .
دعونا نحمد الله على هذا الوطن وهذه القيادة و دعونا نمشي الى الأمام وليس إلى الخلف ، يكفينا أن الربيع العربي أعادنا للعصور الجاهلية بمفرداتها و مصطلحاتها و بأسلوب حياتها .
فأنا وأنت نعيش لنبني هذا الوطن وليس يا أنا يا أنت بهذا الوطن ، فروعة الأردن بأختلاف الناس التي تعيش به و ليس خلاف الناس ،روعة الأردن أنه من شتى الأصول و المنابت و ليس من منبت واحد ، روعة الأردن بأنه يحاسبنا على انتمائنا و عطائنا و ليس على ديننا و عقيدتنا ، روعة الاردن بأن الكثير منا يُسئ له و ما زال يحبنا كأنه ُأمأ لنا .
حمى الله هذا الوطن و كل من يعيش بهذا الوطن فالفتنة أشد من القتل لا بل تؤدي الى القتل و أُنهي مقالي بالقول، إن الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها بقصد أو بدون قصد .