اخبار البلد- تاريخيا لا توجد علاقة مشابهة للعلاقة الاردنية الفلسطينية باستثناء علاقة المهاجرين بالانصار في صدر الاسلام.
المهاجرون لم ينسوا مكة المكرمة التي اعتبروها الام التي ولدتهم ولم يستقروا لحظة في غيابهم عنها ولم يواسيهم الا اخوانهم الانصار اهل المدينة الذين كانوا يعدون العدة مع المهاجرين من اهل مكة للعودة الى وطنهم الام ومسقط راسهم
والانصار لم يهدا لهم بال حتى يحققوا النصر لاخوانهم المهاجرين و ينصروهم ويناصروهم اخوة في الدين والقومية حتى فتحوا مكة واستقرت الخلافة الراشدة في المدينة المنورة تكريما الاهيا للانصار
فالانصار الذين تعاملوا مع اخوانهم المهاجرين افضل معاملة وقاسموهم الرغيف وفضلوهم على انفسهم
وها هو التاريخ يعيد نفسه فالفلسطينيين الذين هجروا من بلادهم نتيجة تامر الغرب مع الصهاينه على فردوسهم حيث استقر الفلسطينيون في بلاد الشتات داخل الاقطار العربيه و خارجها فمن استقر منهم في سوريا او في لبنان او في مصر او في السعودية او الخليج لم يقل انه سوري من اصل فلسطيني او لبناني او مغربي او اماراتي من اصل فلسطيني وانما يقول انه فلسطيني مقيم في سوريا او في لبنان او مصر اما الفلسطيني على الارض الاردنيه يجاهرويفاخر بانه اردني من اصل فلسطيني لان الاردني هو وحده من تعامل مع الفلسطيني على طريقة المهاجرين والانصار مثلما ان الفلسطيني هو وحده من تعامل مع الاردن الوطن الذي تربى ونشا به بعد ان هجر من وطنه الام فالفلسطيني له ام ولدته هي فلسطين و ام انشاته هي الاردن من هنا كان الوفاء المتبادل بين الفلسطينيين والاردنيين ومن هنا كانت التضحية وتقاسم الرغيف بين طرفي العلاقة المتميزه
وما عزز هذه العلاقة ورعاها نظام الحكم الهاشمي الذي جسد الوحدة الوطنيه بين الشعبين الشقيقين واعتبر الخروج عليها خط احمر وخلل في الثوابت الوطنية الاردنية والفلسطينية
النظام الهاشمي الذي رعا الوحدة الوطنية التي جمعت الفلسطينيين والاردنيين بطوعهم واختيارهم و باعتبارها قدر فرض علينا جعل الفلسطيني يتمثل بقول الشاعر العربي
مشيناها خطي كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها
وكما جعل الاردني يتمثل بقول الشاعر العربي
تقضي الرجولة ان نمد جسومنا جسرا فقل لرفاقنا ان يعبروا
حمى الله الاردن والاردنيين من مختلف الاصول وحقق لهم ولاخوانهم النصر على الاعداء ليعود المهاجرين معززين مكرمين الى الوطن الام التي انجبتهم بعد ان بلغوا سن الحكمة في حضانة الوطن الام التي انشاته واحسنت نشاته
وان غدا لناظره قريب