الطفل الأول للعائلة يحظى بكل الرعاية والإهتمام وتكون كافة طلباته واجبة النفاذ حالا، بالمختصر الطفل البكر دائما مدلل فهو أول من أشعر الأبوين بعاطفة الأبوة والأمومة.
كل ما ارتفعت حرارته أو سعل أو وخزته شوكة يتم اعلان حالة الطوارئ في المنزل وتبدأ المناوبات على السهر على راحته بين الأم والأب.
في العادة يستحوذ البكر على جل أحاديث العائلة أيضا وتصبح سالفة الأبوين محصورة بماذا فعل البكر وماذا أكل وماذا قال وماذا وماذا وماذا....ألخ.
عندما تنجب العائلة طفل جديد تخف قليلا مظاهر الاهتمام بالبكر وتنتقل إلى المولود الجديد مع الاحتفاظ ببعض الاهتمام للبكر ... عندما تنجب العائلة أطفال جدد تبدأ شعبية البكر ومن بعده بالاختفاء تدريجيا ويصبح جل اهتمام الأبوين بآخر العنقود الذي سيتربع على سدرة الدلال والاهتمام.
الحال في وطننا العربي لا يختلف كثيرا عن سياسة البكر وآخر العنقود.
ففلسطين بكر الوجع وأول من أشعرتنا بالألم، وكي يخف اهتمامنا بها أنجبت العائلة بعدها عراق الجرح والهوان ثم أنجبت مصر وليبيا واليمن وسوريا.
في النتيجة .....
ولكون الأسرة مفككة ومتشعبة أصبحنا قليلا ما نتذكر البكر ونادرا ما نتذكر حركاته البطولية ونادرا ما نستذكره في كلامنا بالمقابل كل يوم يولد لنا آخر عنقود يبعدنا أكثر عن قضيتنا الأساسية ... أقصد يهمش بكرنا أكثر.
المحامي خلدون محمد الرواشدة.
Khaldon00f@yahoo.com