أذن من طين وأخرى من عجين!

أذن من طين وأخرى من عجين!
أخبار البلد -  
تلقى ثلاثة أشخاص في محافظة إربد، قبل أيام قليلة، رصاصاتٍ طائشة في أحد الأعراس، أدت إلى إصابات متوسطة. وفي الفترة نفسها تكررت قصة إصابة امرأة بيدها برفقة زوجها على مدخل حدائق الملك عبدالله في إربد، والأغلب أن الرصاص هو إما لأحد الأفراح، أو للناجحين في "التوجيهي" أو خريجي جامعة.
حدثتني سيدة كبيرة في العمر عن حادثة غريبة، لكنها أصبحت مؤخراً متوقعة، حين كانت برفقة ابنتها الوحيدة في سيارتهما الخاصة، بالقرب من دوّار المدينة الرياضية. إذ تفاجأت ابنتها التي تقود السيارة بسماع ضربة قوية، تلاها تهشم الزجاج الأمامي. ثم اكتشفتا بأنّ رصاصة استقرت بجانب ابنتها على المقعد نفسه، من دون أن تصيبها!
توجّهتا إلى المركز الأمني القريب (بعد نصيحة شرطي السير)، فقال لها الضابط المسؤول بأنّها بالفعل رصاصة من سلاح كلاشنكوف، لكنّه غير مسجّل، و"لا نستطيع أن نفعل لكما شيئاً، للأسف"!
بالطبع، مثل هذه الحوادث أصبحت خبراً يومياً في مختلف المحافظات الأردنية. وهناك ضحايا عديدون، حتى إنّ الإنسان يكاد لا يأمن وهو في منزله أو في سيارته أو في الشارع من رصاص الأفراح الطائش. فيما يتساءل بعض المعلقين على هذا الموضوع (على مواقع التواصل الاجتماعي): أيهما أخطر؛ "داعش"، أم رصاص الفرح في الأردن؟!
الحكومة لا تحرّك ساكناً، وتتعامل مع كل ما يحدث بـ"أذن من طين وأخرى من عجين". وهناك استقواء وتنمّر وتجاهل واستهتار من قبل الكثيرين تجاه القانون والنظام. ويمكنك بسهولة مشاهدة جزء من هذا الاستهتار على موقع "يوتيوب" إذا وضعت كلمة "أفراح" أو "أعراس" أردنية، لتشاهد الأنواع الخطيرة من السلاح المستخدم، والكم الكبير من الرصاص الخطير الذي يتطاير بين الحضور!
بالطبع، هناك واجب اجتماعي-أخلاقي على المجتمع والناس، والمطلوب منهم محاربة هذه الظاهرة ثقافياً، وعدم القبول بها. لكن أيضاً هناك دور كبير على الحكومة في حماية المواطنين وتطبيق القانون ومواجهة هذا التجاوز الكبير، فليس مقبولاً أبداً هذا التراخي الرسمي والتجاهل الواضح للتطاول على القانون وعلى هيبة الدولة.
للحكومة الحالية دور مهم في الحدّ من التجاوزات على القانون، تمثّل في رد الاعتبار لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، ولحرمته، ومواجهة الانتهاكات بحقه بصورة حاسمة وقوية وفعّالة؛ وكذلك في مواجهة مافيات سرقة المياه. وهي اليوم تبدأ حرباً مع الذين سرقوا الأراضي الأميرية واستولوا عليها. لكن ما تزال هناك معارك مهمة أمامها تتردد في خوضها أو تتجاهلها، مثل معركة مواجهة السلاح غير الشرعي وتجريم حمله وامتلاكه، وملاحقة إطلاق الرصاص في الحفلات، وتحجيم تجارة الأسلحة وتهريبها. كما أنّ هناك معركة "سرقة الكهرباء" التي لم تبدأ بعد!
معركة القانون لا تتجزأ، وإذا انتهكت هيبة الدولة في رصاص الأفراح ستنتهك في مجالات أخرى في الحياة اليومية للمواطنين، وسنعود بعد فترة إلى التراخي في امتحانات الثانوية أو في موضوع الأراضي الأميرية وغيرهما. ولذلك، من الضروري أن تكون الرسالة واضحة وصارمة وصريحة في مواجهة هذه الانتهاكات الجماعية، والوقوف أمام الخروج على القانون وتجريم كل هذه الأفعال. فمن يطلق الرصاص في فرح اليوم أو غداً، أو في الصيف المقبل، هو خارج خطير على القانون وإرهابي علني، وليس أحد أفراد "خلية نائمة"، وخطر على الأمن الاجتماعي؛ هذا هو التوصيف القانوني لجريمته، بكل بساطة وسهولة.
القصة رسالة غير مباشرة يلتقطها المواطنون عبر سلوك الحكومة والأجهزة المعنية، فالتغاضي عن ظاهرة معينة يؤدي إلى انتشارها، ثم تبدأ تداعياتها تذهب إلى مجالات أخرى، حتى نصبح مرة أخرى أمام فيروس قاتل "الخروج على القانون"، كما رأينا قبل أعوام قليلة!
 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين