أخبار االبلد- - عندما يقرر جلالة الملك تشكيل لجنة ملكية برئاسة رئيس الديوان الملكي الهاشمي ليتم وضع نهاية مأساة سحب الأرقام الوطنية – سحب الجنسية- من آلاف المواطنين الأردنيين. فهذا يعني أن المأساة وصلت حدا لم يعد مقبولا وأن ابقاء وضع الملف بين أيدي المسؤولين الحكوميين أمنيين وغير أمنيين لم يعد يدعو الى الطمأنينة حيث ان هؤلاء المسؤولين يمارسون سياسة عنصرية وشوفينية فيما يتعلق بمأساة سحب الرقم الوطني من مواطن أردني، وان الديوان الملكي الهاشمي هو الجهة الوحيدة والموثوقة للتعامل مع ما يؤكده جلالة الملك من ان عدو الوحدة الوطنية هو عدوه إلى يوم القيامة. هذا القرار يأتي في مرحلة تجاوز فيها بعض المسؤولين السياسيين والاداريين والأمنيين كل الخطوط الحمر التي يهدد تجاوزها استقرار الاردن ووحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، حتى صار تقسيم الاردنيين عملا ممارسا بكل وقاحة بين اردنيين من اصل بلجيكي واردنيين من اصل هولندي وليس هناك قسم آخر يمثله الأردنيون من أصل عربي، وصار هذا التقسيم معيارا للتوظيف والتشغيل والرعاية والاقصاء، فأصبحنا أكثر بلد يتحدث مسؤولوه عن الوحدة الوطنية وفي الوقت ذاته اكثر بلد يسيء فيه بعض مسؤوليه إلى هذه الوحدة ويناصبونها العداء، وخطورة كهذه لا يجوز الاكتفاء بالتنديد بها بصوت عال او خافت، وازاء هذه اللجنة الملكية التي أمر جلالته بتشكيلها فإن الجميع يتمنى الا يكون بين اعضائها مسؤولون أو امنيون يمارسون سياسة عنصرية وأن هؤلاء الاعضاء يجب ان يكونوا من صفوة القضاة والحريصين على استقرار الاردن من خلال حرصهم على وحدته الوطنية التي كانت دائما اكثر ما يميزه واقوى اسباب وجوده وتقدمه. ما يحدث في بلدنا من رعاية رسمية ادارية وامنية للاقليمية والشوفينية أمر لا يمكن انكاره او تغطيته بالحديث الكاذب عن الوحدة الوطنية، وتجنيد ميليشيات عمياء تحمل العلم الاردني وصور جلالة الملك هو الامر الاسوأ لتجييش بلطجية محسوبين على بعض الاجهزة وليس على النظام او جلالة الملك، والزعم بأن متظاهرين يستهدفون النظام وأن آخرين يتصدون لهم بالعصي والحجارة وتحت حراسة امنية غير معنية بسلامة المواطنين زعم كاذب لأن من يقف وراءه هم هولنديون ضد بلجيكيين وليس عربا ضد إقليميين يستهدفون النظام القومي والخيار القومي، والدور الذي يلعبه الاعلام الرسمي وبعض الاعلام الخاص ينظر اليه بعض المسؤولين بفخر وإعجاب بسبب قصر النظرة الى ما يمكن ان يؤدي اليه خنق الوحدة الوطنية بحبال اقليمية، وقبل اسابيع قليلة استمعت الى ندوة تلفزيونية يتحدث فيها استاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراة عن تاريخ الاردن قبل مليون عام وهو أمر لا يمكن ان يجرؤ مؤرخ صيني او يوناني او مصري ان يتحدث عنه فيما يتعلق ببلده الذي يتجاوز عمره آلاف السنوات، وقد تذكرت امام هذا الدكتور العلامة كيف كان الاردنيون وحتى نهاية الستينات من القرن الماضي يوقعون على اقرار في دائرة الجوازات يقول انا الموقع ادناه اشهد واقر أنني مولود لابويين عثمانيين، ذلك ان التاريخ يؤكد اننا ابناء الخلافة العثمانية وقبلها العباسية وقبلها الاموية وقبلها خلافة الخلفاء الراشدين ودولتهم!! وهذا لا ينقص من حقائق التاريخ بل يشير الى انتماء وولاء اصيلين لامة عربية عظيمة ومباركة. الوحدة الوطنية ليست كلاما كاذبا يطلقه مسؤول المرة بعد الاخرى، وليست مقالة يسطرها كاتب اقليمي يملأ العفن قلبه وعقله، وهي ليست محبة للوطن من خلال كراهية الاخر، واكتفي بهذا القدر من مقالتي لاستعد لكتابة مقالة تؤكد ان سحب الارقام الوطنية من مواطنين أردنيين لم تكن نهاية العداء الذي بدأ منذ عقود بتجريد هؤلاء من كل حقوقهم كمواطنين من الدرجة الاولى وليس من الدرجة العاشرة. واسأل الله ان يحمي بلدنا من محبيه الذين يتآمرون عليه ويزرعون المتفجرات تحت جسده. موقع الخندق الالكتروني خالد محادين
خالد محادين يكتب : الهولندي والبلجيكي
أخبار البلد -