ياسين فالح الحنيطي
كثيرا ما نسمع في حياتنا اليومية بجملة ( هذا خط أحمر ) ، و قد أصبحت تقال هذه الجملة كل حسب هواه و متى أراد أو متى يكون في مصلحته انهاء اي موضوع لا يحب الخوض فيه ، أو عندما لا تكون هناك مبررات حقيقية لالصاق ذنب ما بشخص ما !!
الخطوط الحمراء في بعض الأحيان تخنق و تضيق على الانسان حياته و تنغصها ، ذلك بأن لا يوجد قاعدة محددة لها و لا أسس تبنى عليها ، حتى لا نتعداها أو نتخطاها فكل شيئ عيب أو حرام .
فبعض الخطوط الحمراء في العادات و التقاليد ، تحمل في طياتها مخالفة صريحة للمنطق و العقل و الدين أحيانا ، بحيث تجعل النفس يضيق في صدورنا والدنيا عبارة عن لوح أسود مكتوب فيه كل الممنوعات و كذلك ممنوع فيه كل شيئ ، حتى التنفس بحرية !!
ثمة خطوط كثيرة مترابطة و متشابكة كأحكام العقل و القلب و الأخلاق ، فلا يمكن فصلها عن بعضها البعض ، لأنها تحقق التوازن الطبيعي للانسان ، فمثلا ؛ لا يمكن فصل القلب عن العقل لأن ذلك يجعل من الانسان أحمق ، و العقل بلا قلب يجعله آلة أو روبوت ، و كلاهما بلا دين و أخلاق ، ضياع و تشتت .
و حتى الدين ، فهو عندما يكون بلا عقل ، يؤدي الى سوء فهم له و بالتالي الى واحدة من اثنتين ، اما التشدد و التزمت الأعمى ، و اما الى تهاون و استباحة بغيضة .
و لذلك يجب أن يكون هناك نوع من التوازن في كل شيئ ، فلا خطوط حمراء بلا حدود و بلا توازن ، فهي تجعل من الحياة عبارة عن غرفة حالكة الظلام و مساحتها ضيقة جدا ، تكاد تكتم الأنفاس و لا هي مستباحة بشكل خارج عن نطاق الدين و الأخلاق ، بحيث تكون الحياة فيها كالغابة القانون فيها ، لا قانون !!
للكلمة خط ، للتعبير خط ، للحرية خط ، للعادات و التقاليد خط ، للقلب خط و العقل ايضا ، و كل هذه الخطوط تنتهي عندما تفسد على الآخرين حياتهم و حرياتهم و تتجاوزها ، فالخطوط الحمراء يمكن تجاوزها ، اذا كانت تسيئ و تخنق و تحمل مخالفة صريحة للدين و العقل و المنطق ، ذلك لأنها تجعل من حياتنا روتينا قاتلا و تجعلنا كالآلات نتبع ما يقال لنا دون فهم أو ادراك بل و في بعض الأحيان تصيبنا بالخرس .
أما بالنسبة لي ، فالخطوط الحمراء هي أربع : الدين ، الوطن ، الملك ، و العرض .... !!